قبل دخولها الساحة الفنية، عرفت مي حريري بزوجة ملحم بركات. اليوم، وبعد أن قررت احتراف الغناء، استطاعت الزوجة السابقة أن تفرض نفسها بين زميلاتها الجميلات الوافدات إلى عالم الغناء. حقق ألبومها الأول"حسهر عيونو"نجاحاً ملحوظاً وضعها على رأس قائمة الفنانات الجميلات. شاركت حريري أخيراً في فيلم قصير، كما أحيت حفلتها الأولى في الكويت. عن نشاطاتها الجديدة وفيلمها وحفلتها الأخيرة، تحدثت حريري الى"الحياة". كيف تقومين تجربتك بعد إصدارك ألبوم"حسهر عيونو"؟ - مرّ عليّ صيف حافل تخللته نجاحات متتالية: شاركت في مهرجانات لبنانية عدة، وفي حفلات في دبيوالكويت، وجولات في كندا والولايات المتّحدة الأميركيّة. كما نلت تكريماً في مقاطعة ميتشغان الأميركية حيث قدم لي حاكم ديربورن شهادة تقدير برتبة مواطنة شرف في المدينة التابعة إلى المقاطعة، وذلك بعد الصدى الإيجابي الذي حققته هناك. وتمنى الحاكم علي زيارة المدينة التي أحببتها جداً من جديد. من جهة ثانية، انتهيت من تصوير فيلم"الدرس الخامس"، وهو فيلم قصير من بطولتي والفنان أنطوان كرباج وكتابة وإخراج فيليب سكاف. يرصد الفيلم تسابق الحضارات، ويسلط الضوء على مفارقات ثقافية وخصوصاً مادية. ويتوجه الفيلم إلى الجمهور المهتم في هذا الأسلوب من التمثيل التعبيري. ويعرض مرة واحدة في لبنان في الأونيسكو، وسيشارك في مهرجان كان، وأتمنى أن يأخذ حقه. كليب في القاهرة ما هو دورك في الفيلم؟ - أجسد في الفيلم دور امرأة شرقية ممنوع عليها الكلام، تغرم بشخص يعيش الترحال ويقضي أوقاته وحيداً، يحلم بالعيش في المريخ. وتحاول الفتاة المسكينة تغيير عقلية ذلك الشخص ولكنها تفشل. في الفيلم صراع بين الحضارتين الشرقية والغربية، ويحاول سكاف أن يظهر مدى تقدم الحضارة الغربية التي وصلت إلى المريخ، فيما تحاول الحضارة الشرقية اللحاق بها... وماذا عن دور انطوان كرباج؟ - يحاول انطوان كرباج، في الفيلم، تأمين التأشيرات لأشخاص يودون السفر إلى أميركا. إلا أنه في الوقت نفسه يحاول تنبيه هؤلاء الأشخاص إلى مسألة أساسية: إن سافروا إلى أميركا لن يجدوا شعبها هناك، إذ انتقل بفضل التكنولوجيا إلى المريخ. يحاول فيليب سكاف في فيلمه أن يقدم حلاً لذلك الصراع الدائم بين الحضارتين، ويوجه رسالة واضحة إلى الشعبين: فلنتقدم نحن العرب قليلاً، وليتراجع الغربيون قليلاً، وهكذا نصل معاً. ماذا عن الغناء إذاً؟ - كلا، التمثيل لن يسرقني من الغناء.... إذا كان هذا قصدك! أنا لم أغن في الفيلم، لأنه قصير المدة. ولم أخطط فيما إذا كنت سأشارك في فيلم غنائي، مع العلم أن هناك تجارب ناجحة لمطربين غنوا ومثلوا في آن. ما هو الجديد الذي تعملين عليه غير الفيلم؟ - صوّرت فيديو كليب لأغنية"طمّن بالي"في القاهرة من إخراج احمد المهدي. وبدأت التحضيرات لألبومي الثاني كما أحضر أغنية ديو مع مطرب أجنبي. في زحمة الأصوات النسائية، كيف تمكنت من إثبات نفسك؟ - أعتقد أن سبب نجاحي الأساسي كان محبة الناس، فاسم مي حريري كان معروفاً قبل دخولي المجال الفني، إلا أن الأعمال التي قدمتها والكاريزما التي أتمتع بها هي التي قربت الناس مني. التجربة الكويتية هل كان لزواجك السابق من ملحم بركات دور في شهرتك؟ - إذا قلت"لا"أكون ناكرة للجميل، لأن الناس عرفوني كزوجة سابقة لملحم بركات. وهذا أكيد أمَن لي دعماً نفسياً، ولكنني لا أستطيع الاعتماد عليه. قد يكون الناس أحبوني كزوجة سابقة لفنان معروف، وسيدة جميلة وقريبة من القلب، ولكن ذلك لا يكفي فقد لا يتقبلونني كمغنية، لذا أعتمد في الأساس على شخصيتي. راهن الكثير على فشل هيفاء وهبي في بدايتها ولكنها حصدت النجاح. هل تخافين من الفشل وكيف تتفادينه؟ - طبعاً أخاف من الفشل. فلو يضمن الإنسان النجاح في كل خطوة يقوم بها لكان رسم خططاً للنجاح الدائم خصوصاً في المجال الفني الذي يعتمد في الدرجة الأولى على الحظ والإحساس والموهبة. وعلى فكرة، أنا أول من راهن على نجاح هيفا وهبي. أول مرة تغنين في الكويت، ماذا تعني هذه التجربة الجديدة؟ - كانت الحفلة جميلة، وأعتقد أن زيارة الكويت تقدم لي دليلاً جديداً على محبة الجمهور من ناحية، وصحة اختياراتي الفنية من ناحية ثانية. يقول بعضهم: إذا أراد الفنان إرضاء جمهور الخليج عليه غناء اللهجة الخليجية. ما رأيك؟ - ليس شرطاً. فاللهجة المصرية منتشرة ومحببة عند كل جمهور الوطن العربي، علماً أن الجمهور الخليجي يفرح اكثر إذا غنينا بلهجته، وهذا يؤمن أيضاً تنوعاً للفنان. يتعرض بعض الفنانين للنقد بسبب عدم إتقانهم اللهجة الخليجية في أغانيهم. ماذا عنك؟ - عشت في الإمارات لفترة، لذا أجد سهولة في إتقان اللهجة الخليجية، ولكن عموماً اللهجة الخليجية ليست سهلة. هل ترين حقاً أن بعض المطربين شوهوا الأغنية الخليجية؟ - صحيح. وعلى رغم أنني أجيد اللهجة الخليجية فإنني افضل غناء اللهجة البدوية البيضاء لأنها تصل إلى جميع الناس في طريقة أسرع كما إن لفظها أسهل. يقال إن مي حريري"مزواجة"ما هو ردك؟ - أين الخطأ في ذلك؟ لم أوفق بزواجي الأول، فحاولت البحث عن السعادة والاستقرار في زيجات أخرى. تزوجت للمرة الأولى في عمر ال21 عاماً، وفي عمر 31 عاماً أصبحت أماً. لا أحد يعرف حجم المآسي التي تعاني منها المرأة في مجتمعنا الشرقي، وأفضل عدم متابعة الحديث عن الموضوع لأنني أتضايق كثيراً. ما العمل الذي ندمت عليه؟ - لم أقم بعمل ندمت عليه فأنا أعرف تماماً ما الذي أريده في هذه الحياة.