لا يعترف المطرب الكويتي عبدالله الرويشد بالحدود في الغناء العربي بعدما أدى اللهجات الغنائية العربية المتنوعة متخطياً حدود الكويت ليصل الى كل العالم العربي ملتزماً بالكلمة الراقية واللحن الجميل. وعلى رغم تنوع أعماله وألوانه الغنائية لم يبتعد الرويشد عن كونه مطرباً كويتياً يحمل رسالة الفن الكويتي ويدعم كل موهبة شابة تساهم في رفع مستوى الغناء في الكويت والخليج، وحتى في كل قطر عربي. أثناء زيارته الخاطفة الى بيروت إلتقته "الحياة": عانيت في بداية مشوارك الفني ولم تصل الى الشهرة بسهولة؟ كيف تمكنت من مواجهة الصعوبات؟ - لا يتم أمر في حياة الإنسان بسهولة في أي مجال يخوض العمل فيه، فأنا كسائر الفنانين عانيت في البداية من أمرين أعتبرهما أساسيين في مسيرتي: الإختيار والمال. فكنت أتعب في إختيار الكلمات التي أريدها رائعة دائماً وعلى مستوى جيد حتى أتمكن من الثبات كفنان ملتزم، وتدبير المال لإنجاز العمل بمستوى جيد حتى أتمكن من إيصاله الى الناس الذين شعرت دائماً بأنني قريب منهم وسأصل إليهم. هل يمكنك أن تغني غير لهجتك الكويتية كما يفعل الكثير من المطربين؟ - لا أجد في الأمر مانعاً ما دمت قادراً على نقل الأحاسيس والمشاعر التي يعيشها كل إنسان وأتوجه الى الجمهور العربي بشرائحه كافة حاملاً معي موهبتي وفني. لكن هناك إنتقادات توجه لمن يغني بغير لهجته؟ - من حق كل فنان الإنتشار، وان كنت أعتب على بعض الإنتقاد الذي يتعرض له الذين يغنون بغير لهجتهم المحلية، فبرأيي أن الغناء بكل اللهجات العربية محاولات وتجارب فنية لا نستطيع إعتبارها سلبية لأن بعضها ناجح. فقد سبق لي أن غنيت باللهجة المصرية عندما تعاونت مع الشاعر عبدالرحمن الأبنودي في "الليلة المحمدية" وبعدها أغنية "إيه الحكاية" لعادل الماس وكانت التجربتان ناجحتين وقد أكررهما في الأعمال المقبلة. الصداقة لا تمنع المنافسة لماذا يقال إن عبدالله الرويشد يتهرب من الصحافة؟ - وهل وجودي معك تهرباً؟ لا أتهرب أبداً من اي لقاء أجده مناسباً خصوصاً عندما اكون في حال تحضير لعمل ما، فالصحافة برأيي هي مرآتي كفنان وتسلط الضوء على اعمالي ومن واجبي ان أحترمها وأقدرها. لكنني مقل في لقاءاتي عندما لا يكون لدي ما أتحدث عنه، أو عندما أبتعد عن الرد على أي سؤال قد يسيء الى زملائي الفنانين. تربطك صداقة متينة بعدد من الفنانين الخليجيين وأقربهم إليك الفنان نبيل شعيل، الا تشعر بأن المنافسة قد تبعدك عنه؟ - ما يجمعني بنبيل شعيل أكثر من صداقة وعلاقتنا تتجاوز صغائر الأمور وتصل الى مرحلة التواصل المستمر. أما بخصوص المنافسة فكل فنان ناجح يستطيع الفصل بين حياته المهنية وحياته الخاصة. وعندما نلتقي لا يحمل أحدنا هواجس العمل بل نتعاطى بكل محبة. فنحن لسنا مجرد زملاء أو اصدقاء ولا تربطنا أي مصالح مهنية على الإطلاق وهذا ما لا يفسد الود. كما أن المنافسة الشريفة حق مشروع لكل فنان مبدع لأنها سبيل الى الإرتقاء بالأغنية وتطويرها. والصداقة لا تقف في وجه المنافسة أو العكس فأنا في حال منافسة حتى مع ذاتي لأقدم الأفضل دائماً. جمعت فنانين في ألبومك الأخير "إعفيني" وديع الصافي وأبو بكر سالم. ماذا أضافا إليك كفنان؟ - أضافا ما لم أكن أتوقعه من نجاح إن كان في لحن وديع الصافي لأغنية "مش حرام عليك" التي لحنها في فترة زمنية قياسية أقل من 48 ساعة. أما صديقي أبو بكر سالم فلم أتمكن من أن أنال منه أغنية بسبب مشاغله إلا أننا تشاركنا في كوبليه في أغنية "على أي أساس". وأتمنى أن أغني له قريباً. لماذا يدعم عبدالله الرويشد المطربات أكثر من المطربين؟ - هذا صحيح، لأن الساحة الغنائية في الخليج تفتقر الى الأصوات النسائية فأرى أنه من الضروري أن ندعم الأصوات الجديدة الشابة التي تمتلك الموهبة الصحيحة التي يمكن أن تصل الى قلوب الناس. لهذا تجدني أعطي النصحية وأتعامل مع الأصوات النسائية بحس فني وشفافية كبيرة وأشجعها أكثر لأن الشاب يستطيع ان يشق طريقة بسهولة. ولكن هذا لا يعني أنني لا أدعم الشبان بل على العكس أنا ادعم كل موهبة تحتاج إليّ وأساعد كل من يطلب المساعدة ليصل الى النجومية المنشودة. ال"دويتو" مع نوال الكويتية هل يمكن أن تضيف أسماء غيرك الى شركة الإنتاج الخاصة التي أسستها؟ - أنا لا أنتج في شركتي أعمالي فقط، بل أقدم خدماتي الى الكثير من زملائي من المطربين والمطربات، فما يهمني أكثر من نفسي تشجيع الآخرين لأنهم مثلي وجه الوطن الفني. وأؤكد أنني أشعر بالسعادة عندما أساعد غيري. هل غناؤك مع نوال الكويتية "دويتو" من باب التشجيع؟ - نوال مطربة كويتية ناجحة ومعروفة أشجعها وتشجعني فنحن مثال كبير لغيرنا. أما الدويتو الذي غنيناه معاً، فقد أديناه في احدى المناسبات ولم نتمكن من تسجيله حتى الآن. وأتمنى أن يجتمع الفنانون العرب في أعمال مشتركة في شكل يرفع الفن العربي. هل يمكن أن تعيد تجربة الغناء مع نوال؟ - بالطبع، فعندما نجد الكلام الجيد والجميل واللحن المناسب للأغنية التي يمكن أن تظهر مقدراتنا الصوتية فلن نتأخر في الغناء وتسجيل العمل. ما هي حقيقة عدم إشتراكك مع نوال في احدى الحفلات؟ - صراحة، كنت مريضاً وقد أبلغت القيمين على الحفلة قبل موعدها. ولا يوجد سبب آخر. قيل إن سوء التنظيم منعك من المشاركة في مهرجان "هلا فبراير"؟ - أساساً اتخذت موقفاً من القيمين قبل اليوم ولم اشترك في المهرجان على مدى سنتين متتاليتين، علماً أنني نظمت حفلات "هلا فبراير" في السنتين الاوليين للمهرجان، أما هذا العام فيمكن ان تكون عدم مشاركتي لأسباب عدة. ما آخر أعمالك؟ - سأسافر قريباً الى القاهرة لتسجيل عملي الجديد وسيتضمن من تسع الى عشر أغان وسيكون من إنتاج "روتانا" وتعاملت فيه مع الشعراء الساهر والناصر وشوقي شربتلي وهناك بعض الأغنيات من ألحاني الخاصة إضافة الى ألحان من عبدالله القعود ومشعل العروج وغيرهم.