أعلن وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث أمس ان الفلسطينيين طلبوا مساعدة الولاياتالمتحدة لإجراء محادثات جديدة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون واستئناف عملية السلام. وقال شعث امام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع رفض الاجتماع مع شارون من دون الحصول على ضمانات بانهما سيبحثان "الجدار الفاصل" الذي تبنيه اسرائيل. وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني انه تحدث قبل خمسة ايام مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول كي يطلب منه تدخل طرف ثالث يضع جدولاً زمنياً ويساعد على صوغ وثيقة موقتة مع بعض نقاط الاتفاق المشتركة. وأضاف شعث امام الصحافيين ان قريع "بحاجة لضمانة طرف ثالث ان اللقاء سيؤدي الى نتائج ملموسة". وتابع ان باول رد عليه بالقول: "سأقوم بكل ما في وسعي"، معلناً عن مهمة جديدة لمساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد. وزاد: "لقد اعتبرت ذلك اشارة" الى الرغبة الاميركية في الالتزام بالمساعدة في عملية السلام. وأعرب شعث عن قلقه من أن حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة يمكن أن تضعف الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام المتعثرة. وأبدى أثناء وجوده في دافوس تفاؤله رغم ذلك، مشيرا إلى أن اجتماعه الوشيك مع المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط جون وولف يمكن أن يؤدي إلى وجود مراقبين للاشراف على وقف إطلاق النار وفقا لخطة "خريطة الطريق" للسلام. وقال شعث في مؤتمر صحافي: "نعم نرى بالفعل كيف تسحب العملية الانتخابية الدور الاميركي جانباً". ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الاميركية في مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأضاف: "إن ذلك كان واضحاً جداً في خطاب حال الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الاميركي جورج بوش قبل أيام قليلة واختفت منه قضية الشرق الاوسط تماماً". وقال شعث إن الجانب الفلسطيني ما زال يتابع جدول أعمال تفعيل "خريطة الطريق" من حيث البدء بوقف النار ووقف بناء الجدار الاسرائيلي العازل داخل المناطق الفلسطينية على أن يتبع ذلك مراقبة وقف النار على الارض. وتابع قائلاً إن "خريطة الطريق ما زالت جانباً مهماً في جدول أعمالنا". وأضاف: "ما زلت أشعر أن بوش قد يجد في إحراز تقدم حقيقي في الملف العربي - الاسرائيلي ما يساعده بقوة على إعادة انتخابه". وقال شعث، متطلعاً إلى اجتماعه مع وولف الأربعاء المقبل في رام الله: "أتمنى أن يأتي ومعه تصور جديد لاستئناف عملية المراقبة". وكان وزير الخارجية الفلسطيني تبادل الاتهامات مع رون بروزور، وهو مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاسرائيلية، حول سبب جمود "خريطة الطريق" وذلك خلال حلقة مناقشة لعملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية. وقال بروزور إن إسرائيل وافقت على "خريطة الطريق"، مشيراً إلى "تضخم الخطط" الخاصة بنزاع الشرق الاوسط على مر السنين. وزعم ان "المشكلة الاساسية" كانت "قلة القيادات المسؤولة على الجانب الآخر... وبدون ذلك لن نكون قادرين على المضي قدما إلى امام". وبشكل محدد طلب بروزور أن تتخذ السلطة الفلسطينية إجراءات صارمة ضد القائمين بالعمليات الانتحارية قائلاً إن تلك العمليات هي التي أجبرت إسرائيل على بدء بناء الجدار. ورد شعث بالاشارة الى إن إسرائيل حطمت عملياً بنى الامن التحتية للسلطة الفلسطينية، ما أفقدها القدرة على التحرك ضد العناصر المتشددة. وقال إن الفلسطينيين يمكن أن "يستعيدوا سلطتهم" بعد وقف النار وانسحاب إسرائيلي. المعشر ينتقد الدول العربية وفي حلقة المناقشة نفسها انتقد وزير الخارجية الأردني مروان المعشر الدول العربية لعدم مساعدتها عملية السلام بالقدر الواجب. وقال: "إننا لم نعلن بشكل واضح أن العمليات الانتحارية سيئة أخلاقياً". وقال المعشر إنه من أجل "كسر دائرة الشر" يتعين على العرب أن يعلنوا "بوضوح وصراحة" أن العمليات الانتحارية خاطئة وأن يقدموا للفلسطينيين الدعم الذي يحتاجونه من أجل مفاوضات سلام جدية. وأوضح أن الاسرائيليين يجب أن يقبلوا "خريطة الطريق" ويقبلوا الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967.