عشية انطلاق "التظاهرة الكبرى" التي دعت اليها الاحزاب والقوى الوطنية والإسلامية صباح غد الثلثاء في بيروت ضد القرار الرقم 1559 والتدخل الاجنبي في شؤون لبنان الداخلية وتضامناً مع سورية في مواجهة الضغوط الدولية وخصوصاً الأميركية يقوم صباح اليوم وفد من "حزب الله" برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائب محمد رعد بزيارة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير. راجع ص9 وتأتي زيارة وفد "حزب الله" الى الصرح البطريركي في بكركي في سياق جولة سياسية كان بدأها منذ أيام على عدد من المرجعيات الروحية والقيادات السياسية، بغية توضيح موقفه من الاشتراك في التظاهرة الى جانب الأحزاب والنقابات العمالية وعدد كبير من الوزراء والنواب، خصوصاً انه يشكل "العمود الفقري" لها، لما له من قدرة هائلة على حشد مناصريه ومحازبيه. وفي معلومات "الحياة" ان قيادة الحزب اختارت "التوقيت المناسب" للقاء البطريرك صفير رغبة منها في قطع الطريق على الاجتهادات التي صدرت عن جهات رسمية عبّر عنها عدد من الوزراء وأخرى نيابية في تصويب اتجاه التظاهرة نحو الداخل، بينما تعتبرها القيادة بمثابة رسالة الى الخارج احتجاجاً على التدخل الاجنبي وضد القرار 1559 . وبحسب المعلومات فإن الحزب يتوخى من التظاهرة استمرار الحماية الشعبية والسياسية للمقاومة ضد اسرائيل، لذلك سارع الى ضبط ايقاع عدد من الوزراء والنواب بهدف صون الساحة الداخلية وعدم تعريضها الى تداعيات سياسية يجد نفسه في طليعة المتضررين منها، لا سيما انه عبّر عن عدم ارتياحه للطريقة التي اتبعها البعض في ادارة ملف التحضير للتظاهرة. ويعني ذلك ان "حزب الله" يصرّ على رفض لجوء البعض الى استغلال التظاهرة لجهة إحداث انقسام داخلي أو تصويرها كأنها محطة لتحدي الآخرين وتحديداً في الشارع المسيحي، وهذا ما يفسّر رفضه الشديد لتوجيه اتهامات "التخوين" لهذا الطرف او ذاك، او اقحام الانتخابات النيابية التي ستجرى في الربيع المقبل في القرار 1559، مؤكداً في الوقت نفسه حرصه الشديد على أهمية التماسك الداخلي لمواجهة الضغوط التي تستهدف لبنان ومن خلاله سورية، اضافة الى ان الحزب ليس في وارد الدخول في حسابات ضيقة كالآخرين من خلال تعاطيه مع أهداف التظاهرة، لا سيما ان المراقبين المحليين والدوليين عبر السفراء المعتمدين في لبنان يعتبرون أن الحزب سيكون "القوة الضاربة" فيها.