سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زاره رفيقه قدورة فارس وعضو الكنيست العربي جمال زحالقة ... واسرائيل تكرر رفضها اطلاقه . زنزانة البرغوثي في سجن بئر السبع الاسرائيلي تتحول مقراً لمشاورات معه بشأن ترشحه للانتخابات
تحولت زنزانة أمين سر اللجنة الحركية العليا لحركة"فتح"مروان البرغوثي المحكوم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات في احد السجون الاسرائيلية الى مركز لحوار ونقاش قد يرسم اطار المشهد الفتحاوي خصوصاً والفلسطيني عموماً عشية الانتخابات الفلسطينية الاولى لرئاسة السلطة الفلسطينية، في غياب مؤسس الحركة وقائدها على مر أربعة عقود، ياسر عرفات. وبرز البرغوثي الذي ترى فيه"اللجنة الحركية العليا"، وهي الاطار التنظيمي لحركة"فتح"في الاراضي الفلسطينية قائداً عنواناً هو الأوضح حتى الآن"لصراع الاجيال"داخل الحركة ما بين القيادة التاريخية أو"الحرس القديم"الذي مضى على انتخابه اكثر من خمسة عشر عاماً والقيادة الشابة التي ترى في العملية الديموقراطية سبيلاً ليس فقط لتجديدها والحفاظ على موقعها المركزي في القضية الفلسطينية، بل ضرورة لما تسميه اوساط حركية"انصافا"للكادر الفتحاوي في عملية صنع القرار. وعلى بوابة سجن بئر السبع المركزي حيث يعتقل البرغوثي، رفض الوزير الفلسطيني عضو اللجنة الحركية العليا قدورة فارس الادلاء بأي تصريح للصحافيين، مشيرآً الى انه بصدد عقد مؤتمر صحافي في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي للادلاء ببيان مهم. واكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان البرغوثي قرر بالفعل ترشيح نفسه للانتخابات، وان البيان الذي سيدلي به فارس سيتضمن"خطاب البرغوثي للشعب الفلسطيني". ومكث فارس، وهو ومن رفاق البرغوثي وأكثر المؤيدين له، مدة طويلة خلال زيارته للبرغوثي في السجن حيث وكله الاخير بالحفاظ على السرية التامة حتى يتم الاعلان رسمياً عن قراره النهائي بشأن ترشيح او عدم ترشيح نفسه. وعلى رغم ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي رفضت منذ اعتقال البرغوثي قبل نحو سنتين ونصف السنة رفضاً مطلقاً السماح لزوجته وابنائه برؤيته بما في ذلك اثناء جلسات المحاكمة، فقد سمحت على عجل لمسؤولين فلسطينيين بزيارته في اعقاب الحديث عن نيته ترشيح نفسه للانتخابات مقابل رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس ابو مازن. وبعد زيارة فارس للبرغوثي امس، زاره ايضاً النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي جمال زحالقة. واكد زحالقة ل"الحياة"بعد الزيارة التي استمرت اكثر من ساعة ان البرغوثي"لم يعلن بعد عن ترشيح نفسه حتى الآن"، وان"كل ما قيل في هذا الشأن اشاعات". وتابع زحالقة ان البرغوثي وصف القرار بهذا الشأن بأنه"صعب للغاية"، مشيراً إلى تعرضه الى ضغوط شديدة من جانب اوساط في"الحركية العليا"والقاعدة التنظيمية ليترشح للانتخابات الرئاسية. وقال زحالقة ان البرغوثي يمثل"قيادة مركزية ومهمة للشعب الفلسطيني، ويجب العمل والتحرك فورا لاطلاقه من السجن وزميله المنتخب النائب حسام خضر من حركة"فتح"ايضا ومعتقل في السجون الاسرائيلية منذ اكثر من عامين. واشار زحالقة الى"الاهمية التي يمثلها اطلاق البرغوثي للقيادة الفلسطينية"بعد رحيل عرفات لما يتمتع به من شرعية واسعة في صفوف الفلسطينيين من جهة، ولدوره المركزي في العمل الفلسطيني من جهة اخرى". والتزم قدورة فارس"الاحتفاظ بالسر"الى حين كشفه بشكل دقيق، ورفض الافصاح عن فحوى بيان البرغوثي قبل عقد المؤتمر الصحافي لأي من اعضاء"الحركية العليا"أو المسؤولين على الهاتف. وجاء ذلك بعد ان تيقن فارس وقيادات فلسطينية اخرى من تنصت اسرائيل على اجهزة الاتصال التي يستخدمونها خصوصا بعد ان انهالت المكالمات من وسائل الاعلام الاسرائيلية على فارس بعد دقائق فقط من اجتماعه مع محامي البرغوثي خضر شقيرات أول من أمس. وجددت اسرائيل، على لسان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت رفضها القاطع لاطلاق البرغوثي من سجنه. وقال اولمرت في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان البرغوثي"سيمضي مدة محكوميته كاملة". واضاف ان البرغوثي"مارس العمل السياسي في السابق ولكنه اصبح يمارس الارهاب الآن". ولم يصدر تفسير اسرائيلي لسماح السلطات لمسؤولين فلسطينيين من بينهم رئيس السلطة الفلسطينية الموقت روحي فتوح بزيارة البرغوثي. وانتقدت قرينة البرغوثي، فدوى البرغوثي، السرعة التي تمكنت السلطة خلالها من الحصول على تصاريح لزيارة مسؤولين فلسطينيين بينما"لم يتم الضغط على اسرائيل طوال سنتين ونصف سنة للسماح لها وابنائها بزيارته". وارجع عدد من اعضاء اللجنة الحركية العليا اصرارهم على ترشيح البرغوثي، رغم اقرار المؤسسات الفتحاوية القيادية ترشيح"ابو مازن"ممثلاً عن"فتح"في هذه الانتخابات الى"تجاهل ابو مازن للجنة الحركية العليا وعدم التشاور معها، في حين حرص على التشاور مع اطياف اللون السياسي الفلسطيني كافة، إلا حركته هو"، كما قال احد الاعضاء ل"الحياة". ورغم ذلك، لم يسجل اي من اعضاء"الحركية العليا"تحفظهم على شخص محمود عباس أو رفضهم لترشيحه، بل عن"الآلية غير الديموقراطية التي تم بها اختيار مرشح فتح". وقال عبدالرحمن الشوملي ل"الحياة"ان"اللجنة المركزية ل"فتح"تمثل الشرعية القيادية في"فتح ولكن هذه الشرعية انتهت فترة صلاحيتها خصوصاً أن اعضاءها اختيروا قبل خمسة عشر عاماً". وفي هذا الصدد، قرر المجلس الثوري الفلسطيني في اليوم الثاني من جلسته الدورية عقد المؤتمر التنظيمي السادس عشر في الرابع من آب اوغسطس المقبل والذي يصادف يوم مولد الرئيس الفلسطيني الراحل وتاريخ عقد آخر مؤتمر لحركة فتح في العام 1989، وتشكل هذه الخطوة استجابة لأحد أهم المطالب الذي تنادي بها القاعدة الفتحاوية منذ زمن طويل والتي تفتح الباب امام انتخابات داخلية هي الاولى التي تجري بعد عودة السلطة الفلسطينية. وقال احد اعضاء المجلس الثوري ل"الحياة"ان المداولات التي جرت في اليوم الثاني لاجتماع المجلس وبعد ان اقر في جلسته الاولى ترشيح عباس عن الحركة لانتخابات رئاسة السلطة اظهرت توافقا في الرأي على عقد المؤتمر السادس عشر في الموعد المذكور بعد ان يكون الفلسطينيون قد انتهوا من الانتخابات الرئاسية والتشريعية وأنهوا أيضاً التحضيرات اللازمة لعقد المؤتمر بالتنسيق مع ومشاركة كوادر"فتح"في الشتات بما في ذلك لبنان والاردن.