تستقبل مدينة نانت القريبة من شواطئ الأطلسي في غرب فرنسا، مهرجانها السينمائي الدولي السادس والعشرين. ويقف محبو السينما الآتية من عوالم أخرى في صفوف طويلة أمام قاعات العرض المفتوحة على القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية. ويسلك المهرجان هذا العام، "طرقاً ملتوية للخوض في قارة السينما: الصوت والصورة مادة السينما نفسها"، وذلك عبر تكريم خبير الصوت التايواني تو دو شي، وكبير المصورين المصري رمسيس مرزوق. وسيمر هذا الطريق أيضاً على سينما موجودة "على رغم كل شيء" في أفغانستان، ثم سيتوقف مع ثلاثة أجيال من السينما المكسيكية، وأفلام ومعرض للصور لعباس كياروستامي، وغيرها من المحطات المتنوعة. في مسابقته الرسمية، ستتنافس عشرة أفلام لمخرجين معظمهم من الشباب من اليابان والصين والهند وإسرائيل وإيران وأنغولا والأرجنتين والمغرب. وتأتي مشاركة المخرج المغربي داود أولاد سياد بفيلمه الروائي الثاني "طرفاية"، الثانية في مهرجان نانت بعد فيلمه الأول "عود الريح" الذي أخرجه عام 2001، أما السينما الأرجنتينية التي تشهد منذ سنوات حركة لافتة بدأت بفرض نفسها على الشاشات الأوروبية، فستتمثل بفيلمين لكارلوس سورين وأليغو هيرمان توب. ويأتي من الهند شريطان لمخرجين شابين راجيف راغافان وبارتو سين غوتبا. ومن إيران التي لا تغيب عن أي مهرجان دولي منذ سنوات، سيعرض الفيلم الأول لحامد نعمة الله "وتيك". وخارج المسابقة الرسمية وضمن الاختيار الرسمي للهيئة المنظمة، سيقدم الكاتب الأفغاني عتيق رحيمي روايته" أرض ورماد" التي نشرت بالفرنسية عام 2001، في فيلم من إخراجه يحمل العنوان نفسه وقد عرض في مهرجان "كان" الأخير. ولن يستثنى الفيلم اللبناني الذي يجوب المهرجانات بنجاح "معارك حب" لدانيال عربيد من العرض مع "الأمير" الآتي من تونس للمخرج محمد زران، وهو فيلمه الثالث بعد "السيدة" و"نشيد الألفية"، اللذين سيكونان أيضاً ضمن الاختيار الرسمي. وفي نظرة على السينما الأفغانية، اختير أحد عشر فيلماً منذ الأربعينات وإلى الآن، إضافة إلى عرض أفلام صديق برمك الأربعة القصيرة والطويلة والتي كان آخرها "أسامة". من السينما المصرية، تأتي سبعة أفلام من أصل خمسين قام بتصويرها رمسيس مرزوق لكبار المخرجين المصريين كصلاح أبو سيف ويوسف شاهين ويسري نصر الله. ومن ضمنها "حب سنة أولى" و"سرقات صيفية". أما مسابقة الأفلام الوثائقية فستتنافس فيها تشيليوالهندوإيران. فيما سيشارك فيلمان من فلسطين خارج المسابقة، "تحقيق شخصي" لعلا طبري وهو يتحدث عن أحوال الفلسطينيين الحاملين أحلامهم وتاريخهم وانتماءهم الفلسطيني وهويتهم الإسرائيلية، و"لعله خير" لرائد الحلو عن الأيام التي تمضي والأمسيات المرحة على رغم الاختناق...