انسدل الستار منذ أيام على فاعليات الدورة العاشرة لمهرجان «القاهرة الدولي لسينما المرأة»، والتي امتدت من 4 الى 9 آذار (مارس) الجاري، حيث توزعت العروض بين مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية التابع لصندوق التنمية الثقافية، ومعهد غوتة ومسرح الفلكي بوسط المدينة. وشارك في الدورة 59 فيلماً من 23 دولة، وحلت «سويسرا» كضيف شرف هذا العام، إذ عُرضت أربعة أفلام سويسرية هي: «أن أشبه أمي»، «كوبك»، «يوم أن سقطت الشمس»، و «حياة أخرى»، وشاركت المخرجة السويسرية دومينيك مارغوت بإلقاء محاضرة عن الفيلم التسجيلي. وجاء الافتتاح عبر عرض الفيلم الأرجنتيني «فرانسيسكو سانكتيس وليلته الطويلة»، وهو أحد الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، ونال جوائز عدة في مهرجانات عالمية. ضم المهرجان عدة أقسام بينها «قسم البرنامج الدولي» وشارك فيه 13 فيلماً بينها «المواسم في كينسي- أربعة بورتريهات لجون برغر» من إنكلترا، الذي يستعرض حياة وأفكار المفكر جون برغر، ومن كندا «جغولستان– أرض الزهور»، و «ظلال المساء» من إيطاليا، «4 ملوك» من ألمانيا، «وقفة» من فنلندا، «البستنيو على طريقة أمي» من إسبانيا، «طبخ جدتي» من الولاياتالمتحدة الأميركية. وشاركت 8 أفلام من خلال قسم «قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية» بينها أفلام ناطقة باللغة العربية، مثل الفيلم المصري «أسبوع ويومين»، والفيلم اللبناني «جغرافيات». أما الأفلام الناطقة باللغة الإسبانية في هذا القسم فتشمل فيلم «عاصفة» من المكسيك، والذي حاز على العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية، بالإضافة إلى «برتا لا تموت» و «ألبا». واحتفى المهرجان هذا العام بالمخرجة الفرنسية «آنيس فاردا» رائدة أفلام «الموجة الجديدة» عبر قسم «نظرة على أعمال مخرجة»، والذي شهد عرض عشرة أفلام مختارة من أفلامها، هي: «شواطئ آنيس»، «الفهود السود»، «تحية للكوبيين»، «أحبة على جسر مكدونالد»، «جاكو دي نانت»، «المتشردة»، «العم يانكو، «أوليس» و «جامعو المخلفات وأنا». تنافس بلا جوائز وفي الذكرى العاشرة لتأسيسه حيث انطلقت دورته الأولى في العام 2008 خصص المهرجان قسماً ل «أفضل أفلام العشر سنوات»، قدم خلاله مجموعة منتقاة من الأفلام التي عُرضت في الدورات السابقة للمهرجان بينها «أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها» من سورية، «12 لبناني غاضب» من لبنان، «عن الشعور بالبرودة» من مصر، «أبناء بينوشيت» من تشيلي، «رحلة في الرحيل» من فلسطين، «المدينة الصامتة» من هولندا، «المهنة: صانعة أفلام وثائقية» من إيران، «السماء الصغيرة» من الأرجنتين، و«مقاومة» من إسبانيا. وتزامنت فاعليات المهرجان مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وعرض المهرجان بمناسبة ذلك فيلم «أبناء بينوشيه»، في جامعة القاهرة والتي صاحبها مناقشة مع مخرجة العرض. المهرجان غير تنافسي، إذ لا يخصص جوائز للأفلام المشاركة، فقط يمنح جائزة وحيدة بناءً على تصويت الجمهور عقب عرض كل فيلم، وتوج الفيلم المغربي القصير «آية والبحر» إخراج مريم توزاني، الفيلم مدته 17 دقيقة وعرض في المهرجان ضمن برنامج «قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية»، وتناول الفيلم قصة الفتاة آية التي تقضي أيامها في العمل كخادمة بأحد المنازل ولا يؤنس أوقاتها سوى مشاهدة التلفزيون وجارتها المقعدة التي تطمح مثلها إلى الذهاب إلى البحر وتسعيان لتحقيق حلمهما. يعد «مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة» تظاهرة لطرح الأفلام المستقلة لنساء من كافة دول العالم، وجاء تأسيسه على يد المخرجة امل رمسيس في العام 2008، لتسليط الضوء على سينما المرأة وأفلامها والتي تطغى عليها الصبغة الإنسانية. وقالت مؤسسة ومديرة مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة أمل رمسيس «إنه مهرجان للأفلام التي تصنعها النساء من كل أنحاء العالم. كان مغامرة بكل معنى الكلمة، فهو المهرجان الأول من نوعه في العالم العربي، وهو، وما زال، مبادرة مستقلة من مجموعة من النساء من دون أي دعم رسمي أو حكومي ضماناً لنجاحه. ويقدم المهرجان أفلاماً لم يتعود الجمهور مشاهدتها في صالات السينما التجارية أو التليفزيون. الإضافة إلى ذلك، فقد قررنا منذ البداية أن يكون حضور العروض مجانياً حتى يكون متاحاً لكافة أنواع الجمهور، ومن هذه الناحية، فهو مهرجان السينما الوحيد في مصر الذي يقدم عروضه مجانياً بالإضافة إلى أن كل أفلامه مترجمة إلى اللغة العربية.» مهرجان للمرأة بين القاهرةوأسوان...تساؤلات وانتقادات في أقصى جنوبالقاهرة في ما بين 20- 26 شباط (فبراير)، أقيم مهرجان نسائي آخر هو «مهرجان أسوان لسينما المرأة»، بفاصل زمني أسبوعين فقط بين انعقاد مهرجان القاهرة لسينما المرأة. وهذا ما دعا البعض لطرح التساؤلات والانتقادات أحياناً عن فوضى التزامن وأسباب عدم التنسيق وهو ما أوضحه رئيس صندوق التنمية الثقافية الدكتور أحمد عواض قائلاً: «مهرجان القاهرة لسينما المرأة قائم على مبادرة للتبادل الثقافي بين الملحقية الثقافية الإسبانية في مصر، وهو ليس مهرجاناً تقيمه وزارة الثقافة المصرية مثلما هو الحال مع مهرجان أسوان لأفلام المرأة» وأشار: «إننا فقط نستضيف فاعليات وعروضاً «مهرجان القاهرة» في قاعات المركز في إطار التبادل الثقافي بين دولة صديقة». ويرى عواض أن «انعقاد مهرجان للمرأة في أسوان في دورته الأولى أمر جيد للغاية فلا ضير أن نقيم عروضاً في القاهرةوأسوان، ولا وجه للغرابة في تزامن التظاهرتين لاسيما أنهما تعقدان مدينتين مختلفتين، مما يساهم في توسيع رقعة الثقافة والاطلاع على أفلام ليست موجودة في مهرجان المرأة في أسوان، إذ إن منطقة الثقافة الإسبانية في أميركا الجنوبية تحمل رؤية أخري، فهذا يفتح مزيداً من الأفق ويثري الحياة الثقافية».