تبدأ عروض مهرجان نانت السينمائي الدولي بين 21 و28 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وستتاح، على مدى أسبوع كامل، للجمهور الفرنسي، فرصة متابعة أفلام آتية من القارات الثلاث: آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، في المهرجان الذي يسهم، منذ انشائه عام 1979، في التعريف بسينما تلك القارات وبانتشار أفلامها، ولو على نحو محدود، في الصالات الفرنسية خارج مدد عروضه، حتى أصبح لهذه الأفلام جمهور يتابعها. ويحظى المهرجان بنسبة إقبال عالية تتجاوز 35 ألف متفرج، ويعود اليه الفضل في تقديم مخرجين لم يسبق لهم العرض خارج دولهم، كما حصل مع المخرج الايراني الشهير عباس كياروستامي الذي وفد الى نانت قبل ستة عشر عاماً، وكانت فرصته الأولى لعرض أعماله خارج ايران... وكذلك مع المخرجين المالي عمر سيسكو والتونسي الناصر خمير وآخرين. سيعرض المهرجان في دورته، هذا العام، الأعمال الكاملة لغلوبير روشا، أحد أكبر مخرجي البرازيل، ويستعيد السينما اليابانية عبر عرض عشرين فيلماً من انتاجها. ويكرم المخرج المالي عمر سيسكو ومحمد كالاري، أحد أبرز مديري التصوير في السينما الايرانية والذي عمل مع اثنين من كبار مخرجيها: محسن مخملباف في فيلمه الشهير "غابيه" ومع كياروستامي في فيلمه "ما ستحمله الريح". أما السينما العربية فلا يمثلها هذا العام إلا فيلم التونسية مفيدة التلاتلي "موسم الرجال"، وسيعرض خارج المسابقة الرسمية، إذ سبق له الاشتراك في مهرجان فرنسي هو "بينالي" السينما العربية في معهد العالم العربي. وكان المهرجان، في سنواته الماضية، أفرد للسينما العربية حيزاً واسعاً في برنامج عروضه، ونالت مرتين الجائزة الأولى عام 1980 لفيلم "شفيقة ومتولي" لعلي بدرخان، وعام 1984 لفيلم "الهائمون في الصحراء" للناصر خمير. وفي دورته الأخيرة خصّ السينما المشرقية ببانوراما استعادية لأفلامها منذ بدايتها في الثلاثينات وحتى التسعينات. وأقيمت الندوات للتعريف بهذه السينما ولمناقشة أوضاع الانتاج والعرض فيها.