لا يخلو زمن من الإشاعات التي تحمل طعمه ولونه ورائحته، وتترك تبعاتها وآثارها على المتأثرين بها، فيسبب تناقلها كثيراً من القلق والارتياب والأوهام في صفوفهم. وفي موسم هذا العام، انتشرت بين الحجاج شائعة تدور حول «النهي عن الذبح في أوقات الليل»، وأن مخالفة هذا الأمر تتطلب إعادة الذبح. وسرت هذه الشائعة سريان النار في الهشيم لتثير جدلاً واسعاً في أوساط حجاج بيت الله الحرام مشكلين ازدحاماً على هواتف الإفتاء وتكدساً أمام مكاتب المفتين. وقال عبدالله بن عبدالرحمن ل «الحياة»: «بعد أن ذبحت أضحيتي مغرب أول أيام التشريق فوجئت بنهي وزجر بعض أقاربي والمرافقين لي في الحملة التي أتيت معها للحج، وأمرني بعضهم بإعادة النحر بحجة أن ما فعلته مخالف للشريعة ويلزمني فيه إعادة الذبح مرة أخرى»، ويضيف: «إن بعضهم قال إن الحكم الشرعي يقضي بعدم جواز الذبح مساءً في أيام التشريق وإن هذا الأمر غير وارد شرعاً ومنهي عنه نهي عدم الجواز وبطلان الأضحية». من جهته، أكد عضو المجمع الفقهي أستاذ الحكم والقضاء بجامعة الملك عبدالعزيز والمحكم القضائي في وزارة العدل الدكتور حسن سفر ل «الحياة» أنه لا يُكره الذبح بعد الظهر وفي أي وقت، ولا أصل لهذه الكراهة في الشرع، بل إن في هذا الباب وسعاً ويفضل الذبح بعد صلاة العيد مباشرة، اقتداء بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويجوز الذبح في أي وقت من الأوقات في أيام التشريق كما هو وارد. وأردف: «إن بعض العلماء ذهب إلى النهي عن الذبح مساءً معللين ذلك بعدم علم الذابح بحال ذبيحته إذا نحرها ليلاً هل هي سليمة وخالية من العيوب أم فيها بعض العيوب التي تجعلها غير مجزية شرعا كالمريضة البين مرضها أو العوراء البين عورها أو العرجاء، وأن يتمكن الفقراء من رؤيتها ليُعطوا منها ويُطعموا».