نشطت الديبلوماسية الإيرانية أمس، مع ازدياد المخاوف في طهران من أن تتضمن مسودة القرار الأوروبي التي ستعرض أمام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية غداً، قراراً بتعليق دائم للتخصيب النووي. وعقدت جلسات رسمية فضلاً عن لقاءات جانبية في الكواليس، في محاولة استباقية لأي قرار من هذا النوع يثير خلافات ايرانية داخلية. وفي شرم الشيخ، بحث وزيرا الخارجية البريطاني جاك سترو والإيراني كمال خرازي تجميد البرنامج النووي الإيراني، في اجتماع استغرق عشرين دقيقة، وصفه سترو بأنه كان"جدياً للغاية"، مشيراً إلى أنه"ننتظر جميعاً أن تتم تسوية هذه المسألة في الوكالة الدولية". أما خرازي، فأكد:"إننا مع الاستخدام السلمي للطاقة النووية وهذا حقنا". وقبل ذلك، أكد مسؤول أميركي في شرم الشيخ إن وزير الخارجية الاميركي كولن باول وخرازي"تبادلا حديثاً مهذباً"من باب المجاملة خلال عشاء مساء الاثنين، لافتاً إلى أن المواضيع المهمة كالملف النووي الإيراني والعراق لم يتم التطرق إليها. كذلك نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أي مفاوضات بين الوزيرين، وأعلن أنه خلال العشاء"جلس الوزيرين في مكانين قريبين"، وأن"أي محادثات من هذا النوع لا جدوى منها وليست مطروحة بسبب موقف الولاياتالمتحدة السياسي السيئ". في المقابل، نفى مصدر في الخارجية الإيرانية أن يكون الأوروبيون طالبوا إيران بالتعليق الدائم لعمليات التخصيب، في مسودة قرار قدموها للوكالة، ليكون ضمن جدول أعمال مجلس حكامها. كما اعتبر المصدر أن الترجمة الفارسية للمسودة"غير دقيقة". واكد رضا يوسفيان عضو لجنة العلاقات الخارجية في حزب جبهة المشاركة الإسلامية الإصلاحي، في اتصال مع"الحياة"، أن طلب تعليق عمليات التخصيب بشكل دائم سيثير موجة من الاعتراضات الداخلية المشككة بقدرة الديبلوماسية الإيرانية على التفاوض. وأضاف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان السابق، ان إدخال هذا الطلب ضمن مسودة القرار سيعني أنه على إيران أن تقدم المزيد من التنازلات. يذكر أن الوفد الإيراني المفاوض والذي يترأسه حسين موسويان بدأ سلسلة من الاجتماعات المتسارعة، في محاولة لقطع الطريق على أي تطور محتمل غير متوقع في اجتماع مجلس الحكام. وقام موسويان بزيارة عاجلة لبكين وموسكو، للاطلاع على موقف البلدين قبل اجتماع الخميس، بينما يعقد الفريق الإيراني اجتماعاً مع أعضاء دول عدم الانحياز الممثلين في الوكالة الدولية، بهدف تنسيق الموقف. وهاجم محسن رضائي الامين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري، الفريق الايراني المفاوض واتهمه بالضعف الذي تسبب في عدم حصول إيران على امتيازات من الأوروبيين، كما طالب الأوروبيين بوضع أنفسهم على لائحة الدول الخائنة، معرباً عن أمله في ان يثبتوا نياتهم الحسنة عبر إقفال الملف النووي الإيراني. من جهته، قال عضو هيئة الرئاسة في البرلمان الإيراني حاجي بابائي إن بلاده تترقب اجتماع مجلس الحكام، وان الخطوة التالية"ستكون المزيد من التعاون في حال جاء قرار الاجتماع وفقاً للتوقعات، وإلا سنعمد الى طرح مشروع يلزم الحكومة بتنشيط علميات تخصيب اليورانيوم من خارج جدول أعمال البرلمان".