مع كل مدرب جديد يخطو المنتخب المصري لكرة القدم خطوة إلى الخلف، وهو الأمر الذي يعكس وبوضوح أسباب تدني مستوى الفراعنة وهزائمهم المتتالية وخروجهم الدائم والباكر من تصفيات كأس العالم وبطولة الأمم الأفريقية. المدرب الوطني حسن شحاتة الذي تولى المهمة موقتاً، لمدة 70 يوماً خلفاً للإيطالي ماركو تارديللي الذي تعرض للإقالة بعد الهزيمة من ليبيا 1 - 2، فاجأ الجميع بإعلان أسماء 25 لاعباً لخوض مباراة دولية ودية ضد بلغاريا في القاهرة بعد 9 أيام، وشملت الاختيارات قدراً هائلاً من العشوائية والمجاملة تماماً كما حدث من سلفه الإيطالي الذي ضم لاعبي الأهلي رامي عادل ومحمد عبد الوهاب وأشركهما ضد الكاميرون وليبيا رغم أنهما احتياطيان دائمان في ناديهما. شحاتة اختار 4 حراس مرمى من أجل مباراة واحدة، وهو أمر بالغ الغرابة، لأن التشكيلة الكاملة لأي منتخب يخوض نهائيات كأس العالم لمدة 40 يوماً ويلعب 7 مباريات تضم 3 حراس فقط، والأعجب أن الحراس المختارين ليسوا الأفضل في الدوري المصري، وبينهم شريف إكرامي الاحتياطي الثالث في الأهلي بعد عصام الحضري الموقوف دولياً وأمير عبد الحميد، ولم يلعب إكرامي لدقيقة واحدة في الدوري حتى الآن، ومعه حارسا الزمالك عبد الواحد السيد ومحمد عبد المنصف اللذان يمران بمرحلة بالغة السوء واستقبلت شباكهما في الدوري عدداً من الأهداف الغريبة، بينها هدف للمحلة بين قدمي عبد الواحد و4 للأهلي في مرمى عبد المنصف. والحارس الرابع هو قائد المنتخب نادر السيد من المصري البورسعيدي، ويتحمل المسؤولية عن نصف الأهداف التي دخلت شباكه في الموسم وهو صاحب أحد تلك الأهداف لمصلحة الاسماعيلي. ولم ينظر شحاتة إلى عاطف السعيد حارس بلدية المحلة الذي لفت الأنظار بشدة في كل مبارياته لاسيما ضد الأهلي. وفي الدفاع اختار شحاتة المحترف بشير التابعي من رايزر سبور التركي وهو الوحيد من خارج الحدود، ومعه وائل جمعة من الأهلي ومعتصم سالم من الاسماعيلي وأحمد كمال من حرس الحدود واسامة حسني من إنبي وعبد الله رجب من المصري ومحمد الغنام من المقاولين العرب، ولم يسبق لأي منهم باستثناء التابعي وجمعة تمثيل مصر دولياً ما يقلل جداً من عنصر الخبرة، وخلت التشكيلة من المدافع الأول في مصر حالياً عماد النحاس الذي احرز 4 أهداف برأسه للأهلي في الدوري. وفي وسط الملعب ركز شحاتة على الأندية الكبيرة واختار محمد شوقي ومحمد بركات وحسن مصطفى ومحمد أبو تريكة من الأهلي، وحسني عبد ربه وأحمد فتحي من الاسماعيلي، وطارق السيد من الزمالك، وتجاهل حسام غالي المحترف في فينيورد الهولندي رغم أنه عاد أساسياً في ناديه واختار علاء عبد الغني من المقاولين بدلاً منه. وضم الهجوم عبد الحليم علي من الزمالك، وهو الموقوف محلياً لسوء السلوك في مباراة الأهلي، واختياره يكمل حلقة العشوائية التي أهملت الكفاءات والأخلاقيات معاً، وانضم الهداف عماد متعب من الأهلي للمرة الأولى مع مجدي عبد العاطي وعمرو زكي من إنبي وتامر عادل من المقاولين وأحمد عبد الغني من الحدود.