سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تشديد القوى الاسلامية واليسارية على القيادة الجماعية والبرنامج السياسي . القدومي يحاور قادة الخارج في الفصائل المعارضة و"ابو مازن" يرأس وفدا كبيرا ل"التطبيع" مع دمشق
دشن امس رئيس حركة "فتح" فاروق القدومي ابو اللطف من دمشق جلسات حوار مع قيادة الخارج لجميع المنظمات الفلسطينية العشر المعارضة في موازاة الجلسات التي عقدها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن مع قادة هذه المنظمات في الداخل. وكان القدومي صرح امس عقب لقائه وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بأنه "لن تكون هناك انتخابات ما لم تنسحب اسرائيل"، مضيفا: "بحثنا ضرورة تعزيز التنسيق العربي الفلسطيني، خصوصا مع البلدان العربية التي ما زالت اراضيها محتلة". وفي وقت لاحق، عقد القدومي جلسة موسعة مع جميع قادة وممثلي المنظمات العشر في مكتب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق خالد الفاهوم. وقالت مصادر سورية وفلسطينية ل"الحياة" ان "ابو مازن" سيزور دمشق في الاسبوع الاول من الشهر المقبل على رأس وفد من كبار مسؤولي السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، بمن فيهم رئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء بهدف "التطبيع والتنسيق" بين الطرفين. وفي اول زيارة له بصفته رئيسا ل"فتح"، سعى القدومي الى الحصول على دعم سورية ل"الحوارات الوطنية الهادفة الى تعزيز الوحدة الوطنية". وتأتي جلسات الحوار الفلسطيني - الفلسطيني بعد اتصال الرئيس حسني مبارك بالرئيس بشار الاسد الاربعاء الماضي للحصول على دعم دمشق ل"القيادة الفلسطينية الجديدة واجراء الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في موعدها"، وبعد لقاءات عقدت في القاهرة على هامش تشييع الرئيس ياسر عرفات. ونقلت مصادر فلسطينية ل"الحياة" عن محسن النعمان نائب رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان الذي اجتمع مع قادة المنظمات الفلسطينية ب"ضرورة استئناف الحوار الوطني الفلسطيني بعد الانتهاء من مراسم تشييع عرفات". وقال مسؤول قيادة الخارج في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" الدكتور ماهر الطاهر ل"الحياة" انه طرح في محادثاته مع المسؤولين المصريين ثلاث نقاط هي: "القيادة الموحدة، منظمة التحرير الفلسطينية، البرنامج السياسي ذلك لانه لا يمكن ان يتحرك شئ جدي من دون قيادة موحدة واستعادة دور منظمة التحرير على اساس الثوابت الفلسطينية"، قبل ان يشدد على وجوب "تشكيل قيادة موحدة تضم الجميع بما فيها القوى الاسلامية". واتفق مع ذلك نائب رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس موسى ابو مرزوق. وقال ل"الحياة" ان "ترتيب البيت الداخلي يقتضي ان تكون القيادة جماعية باتفاق الجميع، غير مستثنى منها أي فريق وغير مستأثر بها أي فريق". وبعدما اعرب عن "الاسف لاعتقاد البعض ان ترتيب البيت الفتحاوي يعني ترتيب البيت الفلسطيني"، شدد ابو مرزوق على ان "ضرورة اجراء انتخابات عامة في كل المستويات وان المرحلة المقبلة ليست مرحلة استئثار وان نهج المقاومة يجب ان يكون الاساس". وفيما قال مسؤول "الجهاد الاسلامي" زياد نخالة ل"الحياة" ان اجتماعات الفصائل مع القدومي تستهدف "ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتعزيز الجبهة الداخلية بعد الوضع الجديد ورحيل عرفات"، قالت مصادر فلسطينية اخرى ل"الحياة" ان "السلطة الوطنية تريد تمرير هذه المرحلة بهدوء والايحاء بايجاد اجواء ثقة الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية حيث يبدأ الكلام الجدي والضغط على المنظمات والمعارضين"، الامر الذي دفعها الى "عدم المراهنة الجدية على هذه الحوارات".