فيما كانت الأنظار متجهة الى المستشفى الفرنسي حيث يعالج الرئيس ياسر عرفات، وبعد توقف للهجمات الانتحارية دام شهرين، شن فتى فلسطيني أمس هجوما في السوق المركزي في تل ابيب اسفر عن مقتل ثلاثة اسرائيليين واصابة 32 آخرين، وتبنته "كتائب شهداء ابو علي مصطفى"، الجناح العسكري ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وفي ضوء الهجوم، استبعدت اسرائيل ان يحصل اي تغيير في السياسة الفلسطينية، في حين اعتبر مبعوث الاممالمتحدة لعملية السلام تيري رود لارسن انه لا مبرر ل"الارهاب". راجع ص 6 و7 وسارع عرفات الى الايعاز لمساعديه بإدانة قتل المدنيين من الجانبين، ليقطع بذلك الطريق أمام اي استغلال محتمل للهجوم من جانب بعض الأوساط اليهودية المتطرفة من اجل انتقاد السلطات الفرنسية على استقبالها عرفات في وقت يُقتل إسرائيليون في عملية انتحارية فلسطينية. وما زالت الحال الصحية لعرفات مستقرة بانتظار اعلان نتائج الفحوص غدا، في وقت افاد مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس الفلسطيني يدير دفة الامور بنفسه منذ نقله الى فرنسا. فبعد ان اتصل بمستشاره نبيل ابو ردينة لإدانة هجوم تل ابيب، اجرى اتصالا برجل الاعمال الفلسطيني منيب المصري الذي اغمي عليه في وداع الرئيس، كما تلقى اتصالا هاتفيا من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وزوجته الملكة رانيا، وآخر من رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل. قطعة أرض لعرفات في القدس من جهة اخرى اعلنت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان عرفات يملك قطعة ارض مساحتها 13 متراً مربعاً قرب جبل الزيتون في القدسالشرقية، إلا أن السلطات الاسرائيلية صادرتها بعيد حرب 1967 بسبب "عدم وجود اي مالك لها". واضافت ان عرفات ورث قطعة الارض هذه عن عائلته التي تتحدر من القدس. ويأتي الحديث عن قطعة الارض في سياق الجدل الاسرائيلي عن وفاة محتملة لعرفات. الى ذلك، عبر رئيس الوزراء احمد قريع بعد اجتماع للحكومة عن "الادانة الشديدة للهجوم في تل ابيب الذي استهدف مدنيين"، معتبرا انه "لا يخدم قضيتنا، خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة". في الوقت نفسه، قال قريع الذي ترأس للمرة الاولى اجتماعا لمجلس الامن القومي الاعلى، انه طلب "توحيد جهود عمل الاجهزة الامنية، الامن الوقائي والشرطة والمخابرات". ودعا الدول الاوروبية الى توفير "مساعدة سخية" لهذه الاجهزة لتتمكن من القيام بمهماتها. واللافت في هجوم تل ابيب ان منفذه عامر الفار هو فتى لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، ليكون بذلك اصغر انتحاري فلسطيني. وهو من مخيم عسكر قرب نابلس شمال الضفة، ويعتقد انه عبر الى القدس ومنها الى تل ابيب حيث نفذ الهجوم "انتقاما لاغتيال أمجد مليطات ويامن فراج"، عضوي "كتائب ابو علي مصطفى" اللذين قتلتهما قوات الاحتلال قبل اشهر، حسب بيان للكتائب. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن والدته سميرة عبدالله 45 عاما قولها: "عامر ولد صغير وحرام عليهم، فهو من مواليد 6 حزيران يونيو 1988 وعمره 16 عاما وأربعة اشهر". وتساءلت: "لماذا يرسلوه؟ نحن جميعا فدى الوطن، لكن ابني صغير وما زال طفلاً... لماذا أرسلوه؟".