القدس المحتلة، حيفا، موسكو، مدريد - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - فجر فلسطيني نفسه أمس في حافلة ركاب قرب مدينة حيفا شمال اسرائيل فقُتل ثمانية اسرائيليين وجرح عشرون. وفيما تبنت حركة "حماس" العملية حملت اسرائيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المسؤولية عنها، فيما حمّلت السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "مسؤولية هذه العملية باطلاقه الهجوم الوحشي لتدمير الشعب الفلسطيني". وتأتي هذه العملية بعد 13 يوماً من الاجتياح الاسرائيلي للمدن والمخيمات الفلسطينية ليشكل ضربة للادعاءات الاسرائيلية بنجاح عملياتها العسكرية في مدن ومخيمات الضفة في منع وقوع عمليات فلسطينية. كما جاءت بعد اقل من 24 ساعة على مقتل 13 جندياً اسرائيلياً في مخيم جنين للاجئين الذي شهد اعنف المعارك. ووقعت العملية على طريق حيفا السريع عند مفرق طريق ياجور على مسافة 10 كيلومترات جنوب مدينة حيفا في حافلة مزدحمة في ساعة الذروة من صباح أمس. وأطاح الانفجار بالحافلة في الهواء وانقلبت بعد ذلك على جانب الطريق. وذكرت "منظمة نجمة داود" تعادل الصليب الاحمر ان العملية أوقعت ثمانية قتلى اسرائيليين اضافة الى منفذها فضلاً عن عشرين جريحاً بينهم ثلاثة في حال الخطر. واعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس في بيان لها مسؤوليتها عن العملية. وجاء في البيان الذي تلقته "الحياة" ان "احد استشهاديي كتائب الشهيد عز الدين القسام تمكن من اجتياز كل تحصينات العدو الامنية ليصل صباح الاربعاء أمس الى الجنوب الشرقي لمدينتنا المحتلة، حيفا عروس البحر مفجراً جسده الطاهر في داخل حافلة تكدس بها العشرات من الجنود والمستوطنين المغتصبين". واضاف البيان "ان عمليتنا تشكل صفعة سريعة تتبعها صفعات اخرى لمجرمي الحرب الصهاينة ... اذ وجدنا انفسنا ملزمين بارسال هذه الفاتورة اليهم بعد ساعات من ادعاءات مصادرهم الامنية بأن عملياتنا توقفت بعد عمليتهم التي اسموها "السور الواقي". واتهمت تل ابيب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالمسؤولية عن هذه العملية، وقال دافيد بيكر وهو مسؤول في مكتب شارون "يبدو ان تعطش السلطة الفلسطينية للدماء لا يرتوي". وحمّل الامين العام لمجلس الوزراء في السلطة الفلسطينية احمد عبد الرحمن شارون "مسؤولية هذه العملية باطلاقه الهجوم الوحشي لتدمير الشعب الفلسطيني وتقويض السلطة الفلسطينية وارساله اكثر من الفي دبابة لتدمير المخيمات والمدن والمراكز الفلسطينية". واضاف "لدينا الآن اكثر من 300 شهيد في مخيم جنين، فلماذا لا يسأل شارون نفسه من هو المسؤول عن هذه العملية". وأكد عبدالرحمن انه "لن يحقق الامن للاسرائيليين لا قيادة شارون ولا استراتيجية تحقيق الامن ... بل وقف الحل العسكري بكافة اشكاله". وشدد على ان "الامن يتحقق للاسرائيليين بانسحابهم من الاراضي الفلسطينية وانهاء الاحتلال واعترافهم بحقوق شعبنا وحقنا في قيام الدولة الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل". وبعدما اشار الى ان "شارون يفرض على الرئيس ياسر عرفات الحصار بسبعين دبابة ويقطع عنه الكهرباء والماء والدواء والهواتف" تساءل عبدالرحمن "كيف يمكن ان يكون عرفات مسؤولاً عن هذه العملية؟". ودعا وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه الرئيس الفلسطيني للكف عن تسمية منفذي العمليات الانتحارية ضد الاسرائيليين ب"شهداء" وحضه على وصفهم ب"الارهابيين". ورداً على سؤال لاذاعة "كادينا اس ايه آر" الاسبانية، اعتبر الوزير ان العمليات الانتحارية، خصوصاً عملية حيفا "مجرد عمل ارهابي قاس". واضاف "ان الحاجة للسير في عملية تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية لا تفسر بالطبع هذا النوع من الاعتداءات التي تشكل عقبة امام مستقبل السلام للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي". وشجبت موسكو "العمل الارهابي" في حيفا، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها ان العملية "تؤكد ان استخدام اسرائيل القوة يجعل الفلسطينيين اكثر تشدداً ويشجع المتطرفين"، كما "تؤكد في الوقت نفسه ان مشكلة مكافحة الارهاب لا يمكن ان تحل عبر القوة". وحذر من ان "هذا النهج لا يؤدي سوى الى تفاقم اليأس وخيبة الامل لدى الفلسطينيين وهو ما يستفيد منه المتطرفون ويحضهم على تنفيذ عمليات انتحارية".