سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القيادة الفلسطينية تدين وتدعو الرباعية الى التدخل ... واسرائيل تطالبها بتفكيك "الارهاب". دعوات اسرائيلية للتخلص من عرفات بعد مقتل 19 اسرائيليا في هجوم حيفا
قبل يومين على احتفالات اليهود ب"يوم الغفران"، قتل 19 اسرائيليا في هجوم انتحاري نفذته فلسطينية واستهدف مطعما في مدينة حيفا. وفيما دان القيادة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات بشدة الهجوم، سارعت اسرائيل الى تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية، في حين صدرت دعوات اسرائيلية الى اغتنام الفرصة التي اتاحها الهجوم للتخلص من عرفات. أفادت آخر حصيلة للشرطة الاسرائيلية ان العملية الانتحارية التي استهدفت ظهر امس مطعما في حيفا شمال اسرائيل، اوقعت 19 قتيلا اسرائيليا بينهم اطفال، اضافة الى منفذها الذي رجح الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية جيل كلايمان ان يكون امرأة. وافاد التلفزيون الاسرائيلي ان الهجوم اسفر عن اصابة نحو 50 بجروح، ثمانية منهم في حال الخطر. وكانت الاذاعة الاسرائيلية اشارت الى ان الانتحاري تمكن من الدخول الى مطعم مكسيم حيث فجر الشحنة الناسفة التي يحملها، ما ادى الى تدمير المطعم بشكل كامل. ويأتي الهجوم في وقت تفرض اسرائيل حال تأهب شملت فرض اغلاق تام على الاراضي الفلسطينية قبل احتفالات "يوم الغفران" الاثنين المقبل. وسارع الرئيس ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية في بيان الى استنكار الهجوم بشدة. كما اعرب رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف احمد قريع في بيان منفصل عن "رفضه وادانته للعملية البشعة التي استهدفت المدنيين من عرب واسرائيليين". وطالب الفصائل الفلسطينية بوقف العمليات الانتحارية حيث ناشد "ابناء الشعب الفلسطيني وجميع قواه الوطنية والاسلامية ضبط النفس والتوقف التام عن هذه الاعمال التي تستهدف المدنيين وتسيء الى كفاحنا الوطني العادل والمشروع". كما طالب الحكومة الاسرائيلية ب"التوقف عن قهر شعبنا الفلسطيني بمصادرة ارضه ومطاردة كوادره وقياداته حتى يمكن الانطلاق الى عملية سلمية جادة وذات صدقية". واعرب قريع في اتصال هاتفي مع رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف "عن اسفه للعملية البشعة التي استهدفت مطعم مكسيم"، و"قدم التعازي لعائلات الضحايا والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل". وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات دان عملية حيفا وطلب من الولاياتالمتحدة و"اللجنة الرباعية التدخل بشكل فوري لمنع التصعيد وابقاء خريطة الطريق على الطاولة". اسرائيل تتهم السلطة من جهته، اتهم مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن الهجوم الانتحاري. وقال ديفيد بيكر المسؤول في مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون ان "هذا الاعتداء يؤكد مجددا ان السلطة ترفض كليا تفكيك المنظمات الارهابية في المناطق التي تسيطر عليها". وتابع ان اسرائيل "تطالب السلطة الفلسطينية باتخاذ اجراءات فورية لتفكيك البنى التحتية الارهابية والحؤول دون وقوع اعتداءات اخرى يجري الاعداد لها". وزير يدعو الى التخلص من عرفات واعتبر وزير الصحة الاسرائيلي داني نافيه ان عملية حيفا الانتحارية هي "مناسبة لتنفيذ قرار الحكومة الامنية الاسرائيلية بالتخلص" من عرفات. وقال نافيه، احد صقور حزب ليكود اليميني بزعامة شارون، ان "الاعتداء الاجرامي يشكل بلا شك مناسبة لتنفيذ قرار الحكومة بالتخلص من عرفات"، مضيفا: "يتضح لنا جميعا ان هذا الشخص يشكل اكبر عقبة للتوصل الى مستقبل افضل ... ينبغي تنفيذ القرار". وكانت اسرائيل اتخذت في 11 ايلول سبتمبر، وبعد يومين من عمليتين انتحاريتين اسفرتا عن مقتل 15 شخصا في القدس وقرب تل ابيب، قرارا ب"التخلص" من عرفات المحاصر في مقره في رام الله في الضفة الغربية، قبل ان يذهب احد وزرائها الى حد المطالبة "بتصفيته". ولقي القرار انتقادات دولية واسعة طالبت اسرائيل بالتراجع عن القرار. بلير يعرب عن سخطه الى ذلك، اعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن "سخطه" من الهجوم الذي قال انه "مثير دائما للغضب خصوصا انه يستهدف اطفالا". واضاف في باين ان "بريطانيا تدين بكل وضوح الاعمال الارهابية ضد الاسرائيليين وغيرهم"، مضيفا ان "هذه الاعتداءات لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني". 4 شهداء بينهم ناشط "مطلوب" في غضون ذلك، استشهد امس اربعة فلسطينيين، احدهم طفل، والثاني الناشط في "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" سرحان سرحان خلال عملية توغل اسرائيلية داخل مخيم طولكرم شمال الضفة. وقالت مصادر اسرائيلية ان سرحان نفذ عملية في تشرين الثاني نوفمبر عام 2002 اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص في مزرعة تعاونية شمال اسرائيل. واضافت انها طاردت ثلاثة ناشطين، وتمكنت من قتل سرحان في حين نجح رفيقاه في الهرب. وسبق ذلك وفاة فلسطينيين، احدهما رضيع، متأثرين بجراح اصيبا بها في وقت سابق. وقالت مصادر طبية ان الطفل مصطفى عبد القادر البدرساوي 18 شهدا من حي الامل في خانيونس جنوب قطاع غزة اصيب بعيار ناري من العيار الثقيل في الوجه الخميس الماضي. واضافت ان الطفل جرح بينما كان يلهو في منزله في حي الامل عندما اطلقت دبابة اسرائيلية متمركزة قرب الحي في مستوطنة جني طال، النار باتجاه منازل الفلسطينيين. كما توفي سعيد قاسم 42 عاما متأثرا بجروح اصيب بها منذ ستة اشهر قرب جنين عندما اطلق مستوطنون النار باتجاهه.