لاحظ سياسيون أن العلاقات الجزائرية - المصرية تشهد منذ شهور حالا من الفتور تتعلق بكيفية إدارة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك. وظهر ذلك خصوصا اثر إعلان الرئاسة المصرية، قبل أسبوعين تقريبا، موافقتها على لعب دور "الوسيط" في الخلاف بين الجزائر والمغرب، الامر الذي أغضب الجزائر. واضطرت القاهرة الى نفي رغبتها في القيام بهذه المهمة. وكانت مصر حاولت العام 2000 لعب دور الوسيط لحل الخلاف الجزائري - المغربي، خصوصا في شأن الحل في الصحراء الغربية لكن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اعترض بشدة على هذه المحاولة، معتبرا أن العلاقات مع المغرب "لا تحتاج إلى وسطاء". وسجل ديبلوماسيون في الجزائر "البرودة" التي صافح بها الرئيس حسني مبارك نظيره الجزائري خلال مشاركة الاخير، الجمعة الماضي، في مراسم تشييع جثمان الرئيس ياسر عرفات في القاهرة. وبادر بوتفليقة، فور عودته من العاصمة المصرية إلى توجيه "رسالة شكر" إلى مبارك، عبر له فيها عن أمله في أن تكون "زيارتي هذه القصيرة لمصر الحبيبة منطلقا للجديد من الجهود في سبيل تطوير التعاون الأخوي بين بلدينا الشقيقين. وأتمنى أن يتجدد بيني وبينكم اللقاء لاستئناف التشاور بيننا حول قضايانا الثنائية وقضايا الامتين العربية والاسلامية والشؤون الافريقية والدولية"، لافتا إلى أنه "كلما التقيت بفخامتكم إلا واستفدت الكثير من تجربتكم الواسعة". وتسعى الجزائر إلى مشاركة مصرية ناشطة في مبادرة "نيباد" التي من المقرر ان يحضر قمتها في الجزائر يومي 22 و 23 الشهر الجاري. وكان بوتفليقة عين في تموز يوليو الماضي عبدالقادر حجار، احد قادة جبهة التحرير الوطني، سفيرا في القاهرة. واعتبر محللون أن تعيينه في هذا المنصب يهدف الى الاعداد الجيد للقمة العربية المقررة في الجزائر في آذار مارس المقبل. وكانت الجزائر انتقدت هيمنة مصر على الجامعة العربية، وطالبت بضرورة وضع آلية تضمن التداول على منصب الامين العام، مما تسبب في خلافات "شخصية" بين الوزير عبدالعزيز بلخادم مع نظيره المصري آنذاك أحمد ماهر.