تمارس مجموعات خارجة عن القانون في اللطيفية جنوببغداد عمليات خطف تطاول العراقيين والاجانب ومهاجمة قوافل عسكرية وتقتل زوار العتبات الشيعية فضلا عن رمي جثث محروقة في العراء. ويعتبر المثلث ممرا اجباريا للمتجهين من بغداد الى محافظاتالجنوب لكنه تحول في غضون بضعة اشهر الى معقل للخارجين عن القانون وقطاع الطرق. ويشن الجيش الاميركي مدعوما من وحدات الحرس الوطني العراقي منذ شهرين حملات دهم، اوقف خلالها اكثر من 250 مشتبها بهم لكن هذا الامر لم يشكل مبعث قلق جدي بالنسبة الى عناصر العصابات. ويروي سكان اللطيفية البالغ عددهم نحو 150 الف نسمة ان شبكات الاجرام تتغلغل في المناطق الخالية غرب المدينة وشرقها لكنهم سرعان ما يظهرون في شوارعها في سيارات من طراز"اوبل"عندما يريدون ارتكاب شيء ما. وقال عدد من الأشخاص رفضوا كشف اسمائهم خوفا من الانتقام، ان المسلحين يبثون الرعب في اوساط السكان مهددين كل شخص يعمل مع الاميركيين او القوات العراقية. واعلنت غالبية عناصر الحرس الوطني والشرطة انسحابها من الخدمة مؤكدين"توبتهم"على جدران المساجد في اللطيفية 50 كلم جنوب ومن لم يفعل ذلك تمت تصفيته. ويتحرك المسلحون عبر مجموعات كل منها مكونة من 20 او 30 شخصا يستقلون خمس سيارات واحدة مخصصة للتنفيذ والاربعة للحماية كما انهم يقيمون حواجز عدة في وقت واحد كي لا تتمكن فريستهم من الفرار. وللايقاع بضحاياهم بشكل محكم، أقدم المسلحون قبل 15 يوما على نسف الجسر الرئيسي على مدخل المدينة مرغمين كل السيارات على سلوك طرق مقفرة. ويعمد المسلحون الى انزال الركاب وسرقتهم وتقييدهم قبل وضعهم في صندوق السيارة الخلفي متوجهين بهم الى المناطق الريفية في الشرق والغرب. وهناك قد يطلقون سراحهم او يقتلونهم. وفي هذه المنطقة، تعرض الصحافيان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو للخطف في 20 آب اغسطس الماضي. وعثر على جثث بعضها في حال اهتراء كامل على مسافة أربعة كيلومترات شرق الفلوجة في منطقة محطة النصر، حيث كان هوائي عربسات سابقا. والسبت، كانت خمس جثث لا تزال في المكان، وقال سكان انها لعناصر من الحرس الوطني من مدينة الحلة 100 كلم جنوب، كبرى مدن محافظة بابل. وكانت هذ الجماعات خطفت قبل يومين تسعة من شرطة الحلة كانوا في ثلاث سيارات للشرطة واقتادوهم الى مكان مجهول، وفقا لعدد من السكان وقد اشعلت النار في السيارات الثلاث. وتدور حرب بين هذه المجموعات وشرطة الحلة التي بات افرادها هدفا بسبب احتمال مبادلتهم مع موقوفين من المسلحين. وتفيد الإشاعات المتداولة ان المسلحين يتقاضون ثلاثة الاف دولار عن كل جندي اميركي يقتل والفي دولار عن كل شرطي والف عن كل شيعي. وقبل ثلاثة اسابيع، تعرض موكب تشييع في طريقه الى النجف حيث يرغب كل شيعي ان يدفن، الى هجوم قتل خلاله بعض الاشخاص قبل وصول الشرطة. وافاد سكان ان حافلة ركاب صغيرة تقل ايرانيين متجهين الى العتبات المقدسة تعرضوا للضرب والاهانة والسرقة قبل ان يطلق سراحهم. وفي اللطيفية حيث خمسة من المساجد العشرة في قبضة السلفيين، تلقت نساء غير محجبات تهديدات ونسفت أماكن بيع الفيديو وقتل أربعة من اصحابها.