بدأ منتجو ومستوردو الشوكولاته في السوق السعودية منذ منتصف شهر رمضان الاستعدادات لمبيعات عيد الفطر المبارك، اذ بدأت الأسر والافراد الطلب على هذه السلعة قبل أيام من العيد باعتبارها واحدة من ابرز مظاهر الانفاق في العيد. قال تجار التقتهم"الحياة"ان هناك مؤشرات لحدوث استقرار عام في أسعار الشوكولاته في السوق السعودية، من ابرزها استقرار اسعار الكاكاو منذ الربع الاول من السنة الجارية، وهي المادة الاساسية للتصنيع، اضافة الى استقرار أسعار السكر في بورصات السلع العالمية، ما يعني ان المنتجين المحللين لم يواجهوا اي ارتفاع في تكاليف الانتاج منذ مطلع السنة الجارية. وأشارت تقديرات مستقلة الى ان حجم سوق الشوكولاته في السعودية يبلغ نحو 350 مليون ريال 93.3 مليون دولار سنوياً، على أساس حجم الواردات السنوية، فيما تراوح حصة الانتاج المحلي بين 20 و32 في المئة من السوق. وقال عاملون في صناعة الشوكولاته ان سوق الشوكولاته في السعودية تنمو بنحو خمسة في المئة سنوياً، وبالتالي فإن الطلب المحلي على الشوكولاته سيصل الى نحو 35 الف طن خلال السنة الجارية، ما يجعل المجال واسعاً امام الراغبين في الاستثمار في صناعة هذه السلعة. وأضافوا أن ارتفاع العائد على الاستثمار في صناعة الشوكولاته من العوامل الجاذبة لدخول هذه الصناعة، اذ يبلغ العائد نحو 20 في المئة. وأظهرت دراسة جدوى لمشروع لانتاج الشوكولاته الفاخرة، اعدتها الدار السعودية للخدمات الاستشارية، ان التكاليف الاستثمارية لانشاء مشروع طاقته 2000 طن من الشوكولاته الفاخرة سنوياً تبلغ نحو 22 مليون ريال، بينما تصل ايراداته الى 82 مليون ريال سنوياً. وتنقسم سوق الشوكولاته في السعودية الى قسمين، حسب المادة المنتجة والغرض الذي تؤديه، وهما حلوى الشوكولاته وهي المادة النهائية التي يتم استهلاكها مباشرة، والكاكاو الذي يدخل باشكاله المتنوعة من قطع وزبدة ومسحوق في مكونات العديد من الصناعات الغذائية. وبدورها تنقسم حلوى الشوكولاته الى قسمين، الأول قوالب الشوكولاته العادية والمحشوة، والثاني حبوب الشوكولاته التي تقدم للضيوف في المناسبات المختلفة. وتسيطر على السوق السعودية أصناف تجارية عدة من قوالب الشوكولاته، معظمها مستورد، ومنها شركة"مارس"ويندرج تحتها كل من"مارس"،"سنيكرز"،"تويكس"،"باونتي"،"غلاكسي"، و"ميلكي واي"، وتقدر حصتها بنحو 47 في المئة من السوق السعودية للشوكولاته، وهناك شركة"نستلة"ويندرج تحتها قوالب"كيت كات"وتبلغ حصتها نحو 23 في المئة، وشركة"كادبوري"التي تستحوذ على نحو 10 في المئة من السوق. و"غندور"هو المنتج المحلي الوحيد الذي يحصل على نسبة تستحق الذكر من السوق وتقدر بنحو 10 في المئة. ويرتفع استهلاك الفرد من الشوكولاته كلما ارتفع مستوى المعيشة، وتعتبر الولاياتالمتحدة ودول اوروبا الغربية من اكبر الدول المستهلكة والمنتجة لها على السواء. ويبلغ متوسط استهلاك الفرد في دول الاتحاد الاوروبي نحو 5.6 كيلو غرام من الشوكولاته سنوياً، وفي بريطانيا وحدها يبلغ استهلاك الفرد الواحد اكثر من ثمانية كيلوغرامات سنوياً. وتبلغ نسبة استهلاك الفرد الواحد في السعودية نحو 2.7 كيلوغرام من الشوكولاته سنوياً. وقال عاملون في صناعة الشوكولاته ان السوق السعودية ما زالت تنتظر توسعاً كبيراً، ويعتمدون في توقعاتهم لنمو السوق على مقارنة بين السوق السعودية والبريطانية كمثال. وحسب احصاءات شبه رسمية توجد في السعودية ثمانية مصانع منتجة للشوكولاته بانواعها المختلفة، منها ستة مصانع تنتج الشوكولاته الحبوب. وهناك عدد من المصانع المرخصة ولكنها غير منتجة. ويتوقع ان يزيد عدد المصانع المنتجة خلال السنة الجارية ليصل الى 12 مصنعاً. ويقدر خبراء السوق اجمالي الطاقة الانتاجية الفعلية لتلك المصانع مجتمعة بنحو 15 الف طن من الشوكولاته سنوياً. لكن السوق السعودية تفتقر الى انتاج محلي لخامات الكاكاو، علماً أن مصنعاً واحداً لتعبئة المواد الغذائية بدأ اخيراً في انتاج نوع من مسحوق الكاكاو، ولا يزال في فترة التجربة المبدئية. كما تستورد المصانع الحليب المجفف المستخدم في انتاج الشوكولاته من الخارج نظراً لعدم وجود صناعة محلية لهذا النوع من الحليب. وتعتبر بريطانيا من اكبر الدول المصدرة لقوالب الشوكولاته المحشوة الى السعودية، وتراوح قيمة الواردات السعودية منها بين 25 و20 في المئة من الاجمالي. وتأتي ماليزيا في المرتية الثانية من ناحية صادراتها من الشوكولاته بنحو 16 في المئة، ثم تركيا بنسبة 14.56 في المئة من الاجمالي. كما تستحوذ بريطانيا على المرتبة الاولى بين الدول المصدرة لقوالب الشوكولاته غير المحشوة الى السعودية، وتصل نسبة صادراتها من قوالب الشوكولاته غير المحشوة الى نحو 24 في المئة من الاجمالي. اما بالنسبة لحبوب الشوكولاته فإن اهم الدول المصدرة هي تركيا وسورية ومصر ولبنان والاردن.