لا تعرف ماذا تنتظر هناك. في بلد كل ما فيه يبعث على الملل والكآبة. هل تنتظر تلك الوظيفة التي ستبعثر راتبها كل آخر شهر على التسوق لتزيل بعضاً من الروتين الذي يطبق على حياتك؟ أم تنتظر راتب زوجها المغري كي تتمكن من السفر مرتين في السنة لتجوب العالم وتصبح زبونة لمتاجر الموضة الفرنسية؟ ام تنتظر رفاهية العيش التي لا يمكنها الحصول عليها في بلدها القابع في زاوية ضيقة من زوايا العالم؟ أم انها تريد ان تدخر ضمانة تحميها من مخاوف المستقبل المجهول؟ ولكن لمَ كل هذا؟ فهل هذا ما تريده فعلاً؟ في بلد كل ما فيه مزيف ومصطنع، اصبحت تجد نفسها مزيفة أيضاً. هي مضطرة للابتسام والتظاهر بأنها سعيدة لأنها في نظر من حولها اصبحت مغتربة تتمتع برغد الحياة وهنائها وكل ما تشتهيه أصبح سهل المنال. ويسألونها ماذا عن الحب؟ فتجيب لا مكان للحب في هذه البلاد، فهي تقتل كل المشاعر، والأحاسيس يصيبها ركود. ويسألونها أين تلك الفتاة التي كانت تشع حيوية وتنبض بالحياة؟ وتجيب بأنها رحلت وحلت مكانها فتاة أخرى. بل تنتظر نسمة عليلة تأتيها من بلدها الشقي تشفيها من ألم الحنين. فماذا عليها أن تفعل؟ هل تدع الأيام تسير كما السلحفاة؟ ام ان تنسى الحنين وتعيش ليومها الروتيني المقبل؟ الانتظار مؤلم. والنسيان مؤلم. لكن أشقى العذابات هي ألاّ تدري ما القرار...