أنا كثيرة التفكير في مستقبلي حتى إنه في بعض الأحيان تخيم عليّ الكآبة ويصيبني الأرق بالليل ويؤثر على تفكيري بالأشياء الأخرى، وأحياناً أبكي علماً بأني لست متزوجة. الرجاء التكرم بالإجابة؛ لأنني سئمت الحياة بهذه الطريقة وكثرة التفكير اصبحت تؤدي بي الى طرقات مسدودة، فماذا افعل؟ م.ع - جدة يجيب على التساؤل مستشارالصحة النفسية الدكتور سيد خريبة فيقول: كنا نود أن نعرف بعض الأعراض الأخرى المصاحبة لما ذكرتِ حتى نستطيع أن نضع النقاط على الأحرف فتقرأ بسهولة، وعموماً كنا نود أن نعرف أشياء مثل: هل تشعرين بالذنب نتيجة عمل ما؟ كذلك ما نظرتك للمستقبل، وماذا يعني لك؟ وأيضاً هل تستمتعين بالحياة أم مجرد أن تخيم عليك الكآبة في أوقاتٍ معينة؟ فإذا كانت هذه الأعراض مصاحبة لمشكلتك فأقول لك: أنت بحاجة إلى طبيب نفسي أو معالج نفسي ليستطيع مساعدتك في حل مشكلتك حتى لا تزيد الأمور عليك سوءًا. أما إذا كانت المشكلة مجرد تفكيرك في المستقبل يسبب الكآبة والأرق ولا توجد الأعراض السابق ذكرها فما هذا إلا قلق ينتابك ويسيطر عليك خاصة في ظل ظروفك العمرية والاجتماعية، هنا يكون هذا الأرق و الكآبة المخيَمة نتيجة الخوف وكثرة التفكير في المستقبل المجهول، ومعلوم أن كل فتاة تفكر يا عزيزتي في المستقبل – فإذا كان الأمر كذلك وتظنين أنك بلغتِ من العمر ثلاثين سنة دون زواج فأتمنى ألا تقلقي فمازال المستقبل مشرقاً أمامك وكم من فتيات أكبر منك عمراً كانت لهن ظروف حالت دون الزواج في مثل سنك وانتظرن إلى أن أراد الله وتزوجن زيجات موفقة وأشبعن رغباتهن، وفي نفس الوقت حققن طموحاتهن.. فاصبري فإن مع العسر يسراً ويقول الحق تبارك وتعالى «واصبروا إن الله مع الصابرين». بالإضافة لما قدمناه لك من نصائح واستشارة نقول لك: عليك عدم التفكير الشديد في المستقبل؛ فكل شيء بقضاء، وفكري بمنطق وواقعية؛ فالمستقبل لا يعلمه إلا الله فهذا عالم مجهول مصداقأً لقوله تعالى «وما تدري نفس ماذا تكسب غداً»، فعيشي حياتك الطبيعية دون دواعٍ للتفكير الشديد الذي يجلب القلق، والذي ترتب عليه الأرق والكآبة، ونسأل الله لكِ ولنا التوفيق، ونرجوه سبحانه أن نكون قد وفقنا في تقديم العون لك.