يسعى أقطاب في حزب"ليكود"الحاكم في إسرائيل إلى توفير سلم لوزير المال بنيامين نتانياهو لينزل عن الشجرة العالية التي تسلقها، حين هدد، وثلاثة وزراء آخرين، رئيس الحكومة ارييل شارون بالاستقالة إذا لم يرضخ لطلبه اجراء استفتاء عام حول خطة الفصل الأحادي وخرج بتصريحات عن نيته منافسة شارون على زعامة الحزب. ويرى معلقون أن نتانياهو في وضع محرج، خصوصاً بعدما أعلنت وزير التعليم ليمور لفنات أمس سحبها أو لحسها التهديد بالاستقالة، وأعلنت دعمها لشارون مسوغة التغيير في موقفها بين ليلة وضحاها بعدم وجود غالبية برلمانية تدعم اقتراح اجراء الاستفتاء، وبأنها لم تقصد التسبب في فوضى عارمة في"ليكود"وحصول انقسام فيه، أو أن تكون شريكة مع نتانياهو في معركته الشخصية لخلع شارون عن كرسي زعيم الحزب. وسبق للوزيرين الآخرين في"جبهة المتآمرين"على شارون، يسرائيل كاتس وداني نافيه، أن نفضا اياديهما من محاولة"الانقلاب"ضد شارون، ليبقى نتانياهو وحيداً في الساحة يبحث عن"مخرج مشرّف". ويرجح معلقون أن يعدل نتانياهو عن الاستقلالة لئلا يفقد مزيداً من النقاط في حزب"ليكود"، وهو المرشح الأوفر حظاً لخلافة شارون حين يقرر الأخير اعتزال الحياة السياسية، ما يحتم عليه البحث عن حجة جديدة لتبرير بقائه مثل"ادراكه"المتأخر لحقيقة أن الاستفتاء لا يتمتع بدعم غالبية النواب في الكنيست أو الظروف الجديدة في الساحة الفلسطينية في أعقاب مرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واحتمال ايجاد"شريك فلسطيني"لتطبيق خطة الفصل. وينتظر أنة يقوم وزير الخارجية سلفان شالوم بجهود الوساطة بين القطبين المتنازعين، وسط توقعات بأن"يقبل"شارون ببقاء نتانياهو في منصبه، نظراً إلى أهمية إقرار الموازنة العامة العام المقبل، لكن ليس قبل أن يحجم دوره. وأفادت مصادر صحافية أن شارون سيحاول تفكيك جبهة"المتمردين"في حزبه ويستميل بعضهم لدعم فكرة ضم حزب"العمل"المعارض إلى حكومته، وهو الموضوع الذي تناوله رئيس الحكومة مع زعيم"العمل"شمعون بيريز مساء أمس. ولا يستبعد المعلق في الشؤون الحزبية في صحيفة"معاريف"نداف ايال ان تنفرج الأزمة الحكومية التي أجمع مراقبون على أنها ستقود حتماً إلى انتخابات برلمانية مبكرة. وكتب أن الأحزاب كلها تعوّل على رحيل الرئيس الفلسطيني لتحل مشاكلها الداخلية"حينذاك سيختفي الشرخ الفظيع الذي يهدد ليكود وسيتوفر السلّم لنتانياهو ليهبط من أعالي الشجرة التي تسلقها". وسيدعي حزب"العمل"أنه مع رحيل عرفات"رحلت أيضاً طريق شارون"، وتعزز موقع الحزب في الشارع الإسرائيلي. ويضيف ان الجميع بانتظار الخلاص"عبر موت شخص واحد، إذ يبدو أن موت عرفات سيكون المبرر لضم العمل إلى الحكومة والمبرر لعودة ليكود إلى مائدة المفاوضات مع الفلسطينيين... وهكذا إذاً تدخل الساحة الحزبية في مرحلة انتظار... قد تستمر أياماً أو أسابيع أو حتى أشهر، هكذا الحال، موت عرفات سيحل المشاكل كلها، وليس فقط مشاكل إسرائيل السياسية".