سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أجواء مكهربة داخل حزب ليكود وضغوط على شارون للقبول باستفتاء عام . اسرائيل : تصويت الكنيست على "خطة الفصل" لا يمنع انهيار الحكومة وطرح الانتخابات المبكرة
توقع محللون سياسيون اسرائيليون في اعقاب اقرار البرلمان الاسرائيلي الكنيست الليلة الماضية خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانفصال من جانب واحد عن الفلسطينيين، ان يمارس اقطاب في حزبه ليكود ضغوطاً شديدة عليه من اجل اجراء استفتاء عام على الخطة اذا اراد المحافظة على حكومته، رغم ان احداً لا يضمن ان تكون نتيجة الاستفتاء مؤيدة للخطة. راجع ص 5 واتفقت وسائل الاعلام الاسرائيلية الليلة الماضية على ان الاجواء داخل حزب ليكود باتت مكهربة وذكرت ان اقطاباً في حزب ليكود ابرزهم وزيرا المال بنيامين نتانياهو والتعليم ليمور لفنات تحدثوا قبل ساعتين من تصويت الكنيست على خطة الفصل عن امكان توجيه انذار الى شارون ولي ذراعه لحمله على القبول باجراء استفتاء عام على خطته وإلّا صوتوا ضدها، الامر الذي يقلص الغالبية التي تحظى بها. واعتبر اولئك الاقطاب ان الاستفتاء هو المخرج الوحيد لأزمة الحكومة الائتلافية وضماناً لعدم حصول شرخ حقيقي في حزب ليكود. ورأى محللون سياسيون اسرائيليون امس ان ايام حكومة شارون باتت معدودة وشككوا في احتمال تنفيذ خطة الانفصال. وبدا شارون عالقاً بين مطرقة قبوله مكرهاً مطلب اجراء استفتاء عام على خطته للفصل، وسندان انهيار حكومته، خصوصاً اذا انسحب منها الحزب القومي الديني مفدال والذهاب بالتالي إلى انتخابات مبكرة. وكان وزير المال نتانياهو قال إن الاستفتاء سيحول دون حصول تصدع في الجيش في ظل احتمال رفض جنود أوامر باخلاء مستوطنات. ورد حزب "العمل" المعارض الذي تجند بكل قواه لدعم الفصل بالتهديد، بأنه سيعمل كل ما في وسعه لاسقاط حكومة شارون في حال قبل الأخير باجراء الاستفتاء. وتبدو الخيارات المطروحة أمام شارون معقدة، فاذا ضم حزب "العمل" إلى حكومة علمانية جديدة برئاسته فإنها ستواجه بكل تأكيد بمعارضة شديدة داخل "ليكود" الذي لن يفرط بسهولة بشركائه من المعسكر المتدين. كما ان احتمال انضمام حركة "شاس" الدينية الشرعية لحكومة برنامجها الأساسي خطة الفصل التي رفضها الزعيم الروحي للحركة عوفاديا يوسف، لا يبدو واقعياً. أما الخيار الأفضل نسبياً فيتمثل في بقاء "مفدال" في الحكومة، لكن الأمر مشروط باجراء استفتاء عام ليس أكيداً توافر غالبية برلمانية تؤيده! وحيال هذه التعقيدات فإن تقديم موعد الانتخابات قد يكون أكثر السيناريوات واقعية. الى ذلك، فسر معلقون اسرائيليون خطاب شارون في الكنيست اول من امس بأنه "طلاق" مع المستوطنين وشبه اعتذار للعرب عندما خاطبهم قائلاً: "أريدكم ان تعلموا اننا لم نطلب بناء حياتنا في هذا الوطن على انقاضكم. كثيرون سقطوا في الحروب وكثيرون خسروا بيوتهم وبساتينهم وأصبحوا لاجئين. اننا نشاطركم اليوم ايضاً ألم سقوط ابرياء في صفوفكم". وقال المعلق في صحيفة "معاريف" بن كسبيت انه بغض النظر عما ستؤول اليه التطورات في اسرائيل حتى ان لم تنفذ خطة الفصل أو اضطر شارون الى الاستقالة أو أطيح أو تراجع عن خطته "فإن الهزة الأرضية قد حصلت" بعدما سلّم شارون "كتاب الطلاق" الى المستوطنين اصدقائه وأحبائه حتى الامس القريب.