على رغم شكواه التقليدية من الوزارات او المؤسسات التي تعنى بالشؤون الثقافية والفنية في لبنان، فإن شكوى الموسيقي الياس الرحباني هذه المرة تتخذ طابعاً لا يتعلق به مباشرة، بل بمغنية لبنانية جديدة حصلت على جائزة دولية في الغناء ولم تجد من يهتم أو يلتفت أو يعير عيناً بصيرة... وتساءل الرحباني في "حرقة على الفن اللبناني" كما يقول عن المسؤول عن مرور خبر فوز المطربة ألين لحود وهي ابنة المطربة سلوى القطريب، بجائزة "الفيدوف" الغنائية العالمية، مروراً عابراً، بل وأحياناً لم يكترث بعض الاعلام نهائياً في لبنان بالجائزة. "مهرجان أغنية البحر المتوسط" الذي أقيم في تركيا وكرّم فيه الموسيقي الياس الرحباني هذا العام كان "غاية في التنظيم" على حد تعبير الرحباني وقد أثمرت مشاركة لبنان فيه بأغنية من كلمات وتلحين جاد الرحباني ابن الياس فوزاً على عدد من دول المنطقة... لكن، يتساءل الرحباني، أين ألين لحود وأين جاد الرحباني وأين كل الفنانين الذين يحصلون على تكريم في بلدان العالم ثم يتم تجاهلهم كما لو أنهم ليفعلوا شيئاً مهماً لهم أو للفن في وطنهم"؟ في هذا المهرجان أنشد أكثر من خمسة آلاف شخص حضروه أغنية "حنا السكران" التي كتبها ولحنها الياس للسيدة فيروز في إحدى مسرحيات عاصي ومنصور الرحباني. وقال الرحباني انه شعر بالفخر والاعتزاز لأن دولة كتركيا تضم سبعين مليون نسمة تعرف المستوى الرحباني وتحبه وتحترمه... في حين مرّ فوز لبنان الفني في هذا المهرجان كأن شيئاً لم يكن... فلا من قال لألين لحود "برافو"، ولا من قال لجاد الرحباني "برافو"... ولا من يدري!