واصلت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان حملتها على "تصريحات تطاول الوجود العربي السوري في لبنان". وعلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. فبعد مداخلة عضو القيادة القطرية النائب عاصم قانصوه في الجلسة النيابية أول من أمس لمنح الحكومة الجديدة الثقة، أصدرت القيادة القطرية بياناً بعد اجتماع استثنائي ناقش "الخلفيات المشبوهة لبعض التصريحات والبيانات"، ورأت فيه "أن هذه الحملة الموحى بها من الخارج والمتوازية مع التهديدات الإسرائيلية للبنان هي وسيلة من وسائل العدو الصهيوني للخروج من المأزق الذي وضعته فيه المقاومة اللبنانية، وهزيمته واندحاره عن أرضنا الغالية ليجد نفسه في مواجهة انتفاضة شعبنا العربي الفلسطيني المناضل من اجل استرجاع حقوقه المشروعة". واستغربت "كيف يتناسى بعض النواب وعلى رأسهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مناقشة البيان الوزاري لينضموا الى جوقة الحقد على سورية والعروبة". واذ أكدت "ان الوجود السوري ضرورة وطنية وقومية" قالت: "إن هؤلاء المهرولين وراء مصالحهم الذاتية والخائفين على سلطاتهم الاقطاعية تناسوا المصلحة الوطنية والقومية وانحدروا الى المستوى الذي يليق بصغار العملاء، ونحن على ثقة ويقين ان أصواتهم الناشزة لا تعبر إلا عن مصالحهم وارتباطهم ولا تعبر عن موقف الجبل الاشم". واعتبرت ان رئيس الجمهورية اميل لحود "هو الوحيد القادر على ان ينطق باسم الشعب اللبناني والوطن وهو المعبر عما يريده هذا الشعب وعن مصلحة الوطن". وشددت على "أن الشعب اللبناني لا يمكن ان يتنكر لانتمائه القومي أو لشقيقته الكبرى التي لم يرَ غيرها الى جانبه في زمن المحنة والشدة". وقالت: "إن سورية لم تكن في يوم من الأيام لأحد في لبنان من دون غيره، فلم تنتصر لفريق على أخر أو لطائفة على سواها أو لمذهب على غيره أو حتى لحزب من الأحزاب اللبنانية، فهي بتضحياتها ودماء شبابها دخلت لبنان بناء على طلب الشرعية اللبنانية وتلبية لاستغاثات المواطنين اللبنانيين لتنتصر لوحدة لبنان وشعبه كل شعبه، لتنتصر للبنان المؤسسات، لبنان الدولة التي تعني كل اللبنانيين على حد سواء، لتبقى هذه الأصوات الشاذة خارجة عن مصلحة الوطن والمواطنين ومعزولة". الذاكرة القوية ورأت ان "ذاكرة شعبنا قوية ويدرك جيداً من مارس القتل على الهوية ومن حاول تقطيع أوصال الوطن ويعرف أىضاً من هم أصحاب الاقطاعيات وأصحاب التقسيم والدويلات المذهبية الضعيفة ويعرف أيضاً من حاول جعل الطائفة متراساً لمصالحه الشخصية". وأضافت: "ان من يدعي الوطنية يحرص على تنمية القدرة العسكرية لوطنه ولا يدعو الى الكف عن خدمة العلم متناسياً ان خدمة العلم مدرسة للانصهار الوطني ومتناسياً اننا وفي حومة الصراع مع العدو الصهيوني في أمس الحاجة الى طاقة الشباب وامكاناتهم". وأكدت "ان وحدة المسار والمصير بين القطرين التوأمين سورية ولبنان هي الضمان لصون سيادتنا الوطنية ووحدتنا وتلاحمنا ومواجهة الأخطار المحيطة بنا والآتية من العدو الاسرائيلي الذي يواصل تهديداته يومياً مباشرة أو عبر السفير الأميركي في بيروت" ديفيد ساترفيلد. الصحف السورية الى ذلك، أشارت صحيفة "البعث" السورية الى "الدور الايجابي الحاسم الذي قامت به سورية بكل صدق وأمانة وتضحية من اجل اخراج لبنان من محرقة الحرب الأهلية المدمرة ووضع حد للتدخل الاسرائيلي في شؤونه والحفاظ على وحدة شعبه وأرضه". واعتبرت ان العلاقة اللبنانية - السورية "يجب ان تتجه نحو المزيد من التفعيل والتنشيط ويتم تطويرها وصقلها بما يكفل تحقيقها لأهداف شعبنا الواحد في البلدين الشقيقين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، ويؤدي بالتالي الى تحرير كل الأراضي المحتلة واقامة السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط". وقالت ان "اللبنانيين يجمعون، ومعهم العرب، على ان الانتصار العزيز الذي حققه لبنان بدحر جيش الغزو الاسرائيلي ما كان ليتحقيق ويرى النور إلا بفضل ما قدمته سورية من دعم ومساندة وتأييد وتضامن". وأكدت "ان هذا ما يجعل من العلاقة السورية - اللبنانية الحال الأمثل والأكثر ايجابية في اطار النظام العربي الراهن ويرتقي بها لتكون النموذج الذي يجب تعميمه على المستوى العربي".