من المتوقع ان يفوز الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بولاية رابعة من خمس سنوات في الانتخابات الرئاسية المقررة الاحد المقبل. وينافس بن علي، من غير قناعة بالفوز، مرشحان هما منير الباجي ومحمد علي الحلواني. وبن علي هو الرئيس الثاني في تونس منذ استقلالها، بعدما ازاح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة قبل 17 سنة. ومنذ ذلك الحين، انتهج بن علي سياسة "التغيير" القائمة على تحديث الاقتصاد. ويقول في موقعه الرسمي للانتخابات انه يهدف الى "الارتقاء بتونس الى مستوى الدول المتطورة". وبدأ بن علي مشواره في الجيش عندما قاد أجهزة الاستخبارات العسكرية من 1958 الى 1974 قبل ان يعين العام 1977 مديراً عاماً للأمن الوطني. وبعدما كان وزيرا منتدبا للامن الوطني في تشرين الاول 1985 ثم وزيراً للداخلية في نيسان ابريل 1986، اصبح رئيساً للوزراء في تشرين الاول اكتوبر 1987 . المرشح الثاني الى الرئاسة هو منير الباجي الامين العام للحزب الاجتماعي التحرري الذي ناضل هذا المحامي الذي ولد في الكاف شمال غربي البلاد في 1948، في الاتحاد العام التونسي للشغل اكبر نقابة عمالية تونسية قبل ان يصبح عضوا في الحزب الاشتراكي الدستوري. واستقال من هذا الحزب في 1971 ثم انضم الى مجموعات الديموقراطيين الليبيراليين الذين كان يقودهم وزير الدفاع حينها أحمد المستيري. وعمل الباجي صاحب النظرة الثاقبة، من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان خلال السبعينات والثمانينات قبل ان يؤسس الحزب الاجتماعي الديموقراطي الذي اصبح بعد ذلك الحزب الاجتماعي التحرري قبل 16 سنة. واشتهر حزبه بالمسارعة الى اقصاء عدد من اعضائه عندما لا يبادرون هم بالاستقالة. وينتمي الحزب الاجتماعي التحرري الى المعارضة البرلمانية وهو ممثل بنائبين في مجلس النواب، ما يتيح لزعيمه الترشح الى الانتخابات الرئاسية وفق ما ينص عليه القانون الانتخابي. أما المرشح الثالث محمد علي الحلواني من حزب التجديد الشيوعي سابقاً فيقدم نفسه على انه "منافس حقيقي" ينتهج سياسة منتقدة لنظام بن علي. ومن دون ان يعلق الكثير من الآمال على نتائج العملية الانتخابية، يسعى الحلواني 57 عاماً الى فتح ثغرة في النظام السياسي المغلق والخروج من التعددية الشكلية و"المشاركة الوهمية". ودخل رئيس حزب التجديد خمسة نواب المجال الانتخابي بمساندة حزبه الذي يحظى بدعم شخصيات يسارية مستقلة في اطار "المبادرة الديموقراطية". والحلواني المتحدر من مدينة صفاقس الصناعية جنوبتونس، حائز اجازة دكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون في باريس ويلقي حاليا دروسا في كلية الآداب في مسقط رأسه. وبعدما خطى خطواته النضالية الاولى في الاتحاد العام للطلاب التونسيين انضم الى الاتحاد العام التونسي للشغل اكبر نقابة عمالية تونسية والى الرابطة التونسية لحقوق الانسان. وساهم في مطلع التسعينات في تأسيس حزب التجديد على انقاض الحزب الشيوعي التونسي السابق. وهو ليس معروفاً كثيراً خارج الأوساط السياسية والجامعية، واشتهر لدى المقربين منه بانه أمين ولبق ومنفتح على الحوار. واكتشف الناخبون ملامحه على ملصقات حزبه الزرقاء لكن فرضت قيود على برنامجه الانتخابي باعتبار انه كثير الانتقاد للنظام الحاكم. وهو اعلن أخيراً: "اتقدم ضد مرشح الحزب الحاكم لكنني اعتزم معارضته بدون غموض والتباس وذلك على رغم انعدام ظروف المنافسة الحقيقية وانتخابات فعلاً ديموقراطية".