مهدت موسكو لزيارة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء بدعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العودة لطاولة المفاوضات والشروع في تطبيق التزاماتهما المنصوص عليها في خطة "خريطة الطريق". وأكدت وزارة الخارجية الروسية دعم موسكو للاصلاحات في هياكل السلطة الفلسطينية، وحذرت من خطورة التدهور الأخير، لكنها تجاهلت الإشارة إلى المذبحة الإسرائيلية في غزة، وطالبت الجانب الفلسطيني بوضع حد للعنف ضد الإسرائيليين. ويصل قريع إلى العاصمة الروسية غداً في زيارة تأجلت أكثر من مرة بسبب تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ويجري محادثات مع نظيره الروسي ميخائيل فرادكوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، كما يلتقي سكرتير مجلس الأمن القومي ايغور ايفانوف. واستبقت موسكو المحادثات المقررة بدعوة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العودة لطاولة المفاوضات، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الكسندر ياكوفينكو إن موسكو تولي اهتماماً خاصاً لمسألة تجاوز طرفي الطراع الأزمة الراهنة في العلاقات بينهما، ما يمكنهما من استئناف تطبيق التعهدات التي نصت عليها خطة "خريطة الطريق"، وفقاً للقرارات التي تبناها اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةوروسيا. وشدد ياكوفينكو على أن موسكو ستواصل جهودها للتسوية في الشرق الأوسط من خلال تكثيف اتصالاتها مع كل أطراف النزاع، واعتبر ان زيارة أبو علاء تعطي دفعة جديدة للتنسيق المتواصل بين روسيا والفلسطينيين. وأعرب عن ثقة بلاده بأن "العودة إلى المسار التفاوضي والتطبيق الكامل لتعهدات الطرفين هي السبيل الوحيد لظهور دولة فلسطينية مستقلة سيادية وديموقراطية وقابلة للحياة وغير مقطعة الأوصال". ولفت إلى المستوى الذي وصلته العلاقات الروسية - الفلسطينية، ووصفها بأنها "تتطور بروح الصداقة التاريخية والشراكة والمصالح المتبادلة". وشدد على أن تبادل وجهات النظر في شكل صريح وشفاف في شأن مشكلة الشرق الأوسط وكل القضايا الاقليمية والدولية متواصل في شكل دائم بين القيادتين الفلسطينية والروسية. وأعرب عن تأييد موسكو لجهود اصلاح هياكل السلطة وبرامج انعاش النواحي الاقتصادية والاجتماعية على الأراضي الفلسطينية، مرحباً بالخطوات المتخذة لاجراء انتخابات فلسطينية حرة. وقال إن روسيا ارسلت خلال تموز يوليو الماضي شحنة معونات طبية إلى الفلسطينيين، مشدداً على أنها ستواصل تقديم مساعدات إنسانية، كما ستعزز جهودها لانجاح الاجتماع المقرر نهاية العام الجاري للدول المانحة. من جانبه، قال مبعوث وزير الخارجية الروسي إلى الشرق الأوسط الكسندر كالوجين إن موسكو ستدعو القيادة الفلسطينية خلال زيارة أبو علاء إلى "وضع حد للعنف ضد الإسرائيليين ... واتخاذ اجراءات حاسمة ضد المجموعات التي تراهن على الحل العسكري للصراع". وأضاف ان موسكو "تنوي مناقشة التدابير اللازم اتخاذها، بما في ذلك من جانب الفلسطينيين، لتهدئة الأوضاع". ولفت كالوجين إلى التدهور الأخير، معتبراً أن على القيادة الفلسطينية "اتخاذ خطوات فاعلة وسريعة لوقف أعمال العنف ضد إسرائيل". وتجاهل المبعوث الروسي المذبحة الأخيرة في غزة، معتبراً أنها جاءت رداً على استفزاز قامت به المجموعات الفلسطينية، مشيراً إلى أنه "من المعروف أن حملة العنف الأخيرة كان سببها اطلاق نار على مدينة إسرائيلية أسفر عن مقتل رضيعين"، مشدداً على ضرورة التعامل بحزم مع القوى المتطرفة الفلسطينية.