تعهدت بلغراد للولايات المتحدة ومحكمة لاهاي بتنفيذ كافة الطلبات الدولية المتعلقة بجرائم الحرب، فيما وصفت مصادر مطلعة ل"الحياة" الوضع بأنه "تعهد من أجل لا شيء". وأوضحت المصادر نفسها في شأن وضع المتهمين، بأن كلاً من الجنرال راتكو ميلاديتش وزعيم صرب كرواتيا غوران خاجيتش وقائد شرطة كوسوفو السابق فلاستيمير جورجيفيتش "لا يُعرف عنهم شيئاً"، في حين ان الجنرالين: نيبويشا بافكوفيتش رئيس أركان الجيش السابق وفلاديمير لازاريفيتش قائد الفيلق المسؤول عن منطقة كوسوفو غابا عن الانظار منذ أمس، في حين ان الوحيد الذي وافق على تسليم نفسه هو جنرال الشرطة سريتان لوكيتش الذي يُتوقع ان لا يمكث طويلاً في سجن محكمة لاهاي بسبب مرضه الشديد. وكان مساعدا وزير الخارجية الاميركي: مارك غروسمان للشؤون السياسية وبيير ريشار بروسبير لقضايا مجرمي الحرب أجريا محادثات في بلغراد اول من امس، تناولت "جدية التهديدات الاميركية بعقوبات سياسية واقتصادية في حال عدم تنفيذ طلبات محكمة لاهاي". ووصلت المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي الى بلغراد امس، فيما كانت سبقتها الى "فندق حياة" الذي نزلت فيه تظاهرتان، احداهما رفعت صور الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي تجرى محاكمته امام محكمة لاهاي، والتظاهرة الاخرى "لذوي المفقودين الصرب في كوسوفو الذين نددوا بانحياز محكمة لاهاي التي لا تعتقل قادة جيش تحرير كوسوفو". وأكدت ديل بونتي في تصريح للصحافيين، انها أبلغت المسؤولين الحكوميين في بلغراد، بأنه "ينبغي ان يسلموا راتكو ملاديتش وكل المتهمين الآخرين من صربيا والجبل الاسود، اضافة الى كافة المعلومات الارشيفية التي طلبتها منهم محكمة جرائم الحرب في لاهاي". وألقت ديل بونتي كلمة في "ندوة المواجهة مع الماضي" التي بدأت أعمالها في بلغراد امس، دافعت فيها عن "عدالة محكمة لاهاي" وأبدت استغرابها من الطلبات الصربية والكرواتية المتواصلة في شأن نقل قضايا المتهمين بجرائم حرب في مناطق يوغوسلافيا السابقة الى محاكم محلية في بلدانهم، لكنها على رغم رفضها حالياً لهذه الطلبات، لم تستبعد امكان تحويل قسم من المتهمين الذين تبدو اتهاماتهم بسيطة الى محاكم محلية في بلدانهم. من جهة اخرى، يتردد في بلغراد، ان غالبية المطلوبين الصرب الهاربين، بمن فيهم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري الجنرال ملاديتش، اصبحوا حالياً في أماكن آمنة خارج منطقة البلقان، ويرجح انهم توزعوا بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وربما كوبا ايضاً، بحيث تنقلوا بأسماء مستعارة من خلال رحلات الخطوط الجوية اليوغوسلافية يات.