تصل المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي الى بلغراد اليوم، لعرض مطالب اعتبرتها الحكومة الصربية تعجيزية، ما أثار الاعتقاد لدى المراقبين في البلقان بعودة صراع الطرفين. وقضت ديل بونتي يومين في الولاياتالمتحدة قبل قدومها الى بلغراد، ما جرى تفسيره محاولة لاستمالة الأميركيين، على رغم التعاطف الذي أظهروه مع الصرب اثر زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول لبلغراد في نيسان ابريل الماضي. وبحسب وسائل الإعلام الصربية، فإن المدعية العامة لمحكمة لاهاي ستعيد مطالبتها بوجوب اعتقال القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش. كما ستطالب بالحصول على "وثائق أصلية" في أرشيف وزارة الدفاع اليوغوسلافية عن حروب كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، كونها تعتبر ان نسخاً مصورة لتلك الوثائق أعطيت للمحكمة "ليست كاملة". والى ذلك، أعلن رئيس الحكومة الصربية زوران جيفكوفيتش، ان ملاديتش "ليس موجوداً في أراضي صربيا، وأن مطالب ديل بونتي في هذا الشأن غير واقعية. وكانت بلغراد سلمت محكمة لاهاي المتهم ميروسلاف راديتش، وهو أحد الضباط الثلاثة المطلوبين من المحكمة في قضية حوادث منطقة فوكوفار شرقي كرواتيا التي حصلت آخر 1991. وتوخت بلغراد من هذا التسليم اظهار حسن نيتها بالتعاون مع محكمة لاهاي، إذ كانت سلمت قبل ذلك ضابطاً آخر متهماً بالقضية نفسها، بينما أكدت أنها تلاحق المتهم الثالث الضابط السابق فيسيلين شليفانتشانين.