اشار العنوان الرئيسي لصحيفة "واشنطن بوست" إلى "الانقسام العظيم في الجبهة الداخلية"، فيما علقت في افتتاحيتها الرئيسة على "تفادي المرشحين بوش وكيري للقضايا المهمة، على رغم أن كلاً منهما ظهر "رئاسياً وواثقاً من نفسه" وطرحا وجهتي نظر مختلفتين بالنسبة الى معظم القضايا. ورأت "واشنطن بوست" أن المرشحين فشلا في معالجة أبلغ القضايا تعقيداً وهي مستقبل الضمان الاجتماعي. أما كيري، فانتقدته لاستشهاده بابنة ديك تشيني نائب الرئيس في رده على سؤال عن مشاعره الخاصة تجاه المثليين، واتهمته بالتمثيل المسرحي "لارتدائه ثوب الدين، والتعبير عن الإيمان والتقوى" في محاولة منه "للتساوي بالتديّن" مع الرئيس بوش المعروف بالتزامه. وعبرت الافتتاحية عن عدم رضاها عن إجابة كل من المرشحين على سؤال الخدمة الإجبارية ودور الحرس الوطني في حرب العراق. أما صحيفة "نيويورك تايمز" فأشارت في افتتاحيتها إلى أن القضايا الداخلية التي تشغل الأميركيين، تفاداها المرشحان اللذان آثرا عدم الغوص في عمق تعقيداتها. وركزت على محاولة "بوش إضفاء طابع ديني على الأسلوب الذي يتبناه في معالجة هذه القضايا وإن كان ذلك مموهاً بشعارات مختلفة". ولامت الصحيفة بوش على انتهازه الفرصة في كل مناسبة للإشارة إلى أن كيري "هو أكثر أعضاء مجلس الشيوخ ليبرالية"، فيما حاولت موازنة تحيزها لكيري من خلال الإشارة إلى أنه كان في سباق مع نفسه "ليرى كم مرة بإمكانه أن يردد أن الوضع الاقتصادي يعاني من الركود كما لم يعانيه في ظل أي رئيس سابق منذ 72 عاماً". وانتهت الصحيفة الى الإشارة إلى أن كل من بوش وكيري حاولا تصويب "الضربات الرخيصة لبعضهما البعض كلما سمحت الفرصة، إلا أن الأكيد أن الأميركيين أكثر معرفة بمواقف المرشحين نتيجة هذه المناظرات". "الولاياتالمتحدة لمحاربة الارهاب" واتخذ المعلق الشهير توماس فريدمان مناسبة من المناظرة لتكريس عموده لانتقاد الرئيس بوش لمنافسه جون كيري. وقال فريدمان الذي نمق مقالته بعبارة: "نحن بحاجة إلى أميركا لا تقع أسيرة الشلل الذي يفرضه الخوف من الإرهاب"، مشيراً أكثر من مرة في مقالته الطويلة إن تسييس هجمات 11 أيلول وضع ثغرة واسعة بيننا وبين تاريخنا، وأدى بفريق بوش الى تحويل أميركا إلى الولاياتالمتحدة لمحاربة الإرهاب"، متهماً بوش بأنه "يعبر عن غضبنا الذي نشعر به نتيجة اعتداءات 11 أيلول، لكنه لا يعبر عن آمالنا في العيش والتقدم". ولم تعلق صحيفة "وول ستريت جورنال" المحافظة على المناظرة، مكتفية بسرد مجرياتها في صفحاتها الداخلية، ولكنها نشرت عمودين في صفحة تعليقاتها المهمة، أحدهما يعبر عن الضجر من هؤلاء "الذين ينتقدون الحرب، واتخذوا من تقليل المفتش تشارل ديولفر عذراً لتعزيز وجهة نظرهم" في عدم عدالة الحرب. وفي مقال كتبه محرر صحيفة "جيروزالم بوست" برت ستيفنس تحت عنوان: "طريقة العيش اليوم في إسرائيل"، رسم أوجه الشبه في المعركة "التي تخوضها الولاياتالمتحدة وإسرائيل ضد الإرهاب". وادعى أن "هؤلاء المنتقدين للحرب لم يستوعبوا، وربما لم يقرأوا ما قاله ريتشارد ديولفر في تقريره". أما برت ستيفنس، فسلط الضوء على كيف "تمكنت إسرائيل من تطوير أساليب فعالة في مواجهة الحركات المسلحة، مما يستوجب استقاء الدروس من تجربتها من جانب واضعي الاستراتيجية العسكرية الأميركية".