استعرض الدكتور عبيد العبدلي أستاذ التسويق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الحوار التالي «الهايبر ماركت» في السوق المحلية، وأكد أن تقييم التجربة يحتاج إلى مزيد من الوقت غير أنه استبعد أن تؤدي متاجر «الهايبر ماركت» إلى القضاء على المتاجر التموينية الصغيرة «البقالات». ٭ «الرياض»: كيف تقيم دخول » الهايبر ماركت » إلى السوق السعودي، وما تأثيرها على المنشآت الصغيرة التي تمارس النشاط ذاته؟ - هناك حالة في السوق السعودي وهي فشل المشاريع التجارية، ولا شك أن دخول الهايبر ماركت له تأثير واضح على البقالات والمتاجر الصغيرة، وخصوصا الشكل التوسعي الذي تمارسه هذه «الهايبر ماركت» من حيث كثافة المنتجات، كثرتها، التخفيضات، وكذلك الخدمات، إلا أن المتاجر الصغيرة «البقالات» التي تركز على (everyday product) المتطلبات والمنتجات اليومية - لن تتضرر كثيرا، كون المستهلك لن يذهب إلى الهايبر ماركت لمجرد أنه يريد «غرضا صغيرا وبسيطا». ٭ «الرياض»: هل هذا يعني أن المستثمر السعودي في خطر؟ - نحن الآن في مجتمع استثماري وسوق مفتوح، ومسألة حماية المستثمر الوطني، أو الصناعة الوطنية انتهت إلى الأبد، والآن الجيد والمميز هو من يفرض نفسه، وكذلك فإن هذا الأمر اتاح فرصة للمستهلك لكي لا يكون تحت رحمة مستثمر واحد، أو حتى أكثر. وكذلك فإن هذا الأمر عموما خلق تأثيرات مباشرة من خلال المنافسة، وساهم أيضا في تغيير عقلية الاستثمار والعمل التجاري. ٭ «الرياض»: بماذا ساهم دخول الهايبر ماركت إلى السوق السعودي؟ - دخول الهايبر ماركت ساهم بعمل انعكاسات واضحة على سياسات السوق حيث أوجد: -فتح خيارات للمستهلك -تقديم جودة مناسبة - نظافة - اهتمام - توفير خدمات إضافية - تطوير النظام المالي والإداري المتبع - تطوير الأداء - فرص أوسع للتنافس - حركة مالية سريعة ٭ «الرياض»: ما هو التأثير المباشر لدخول هذا النوع من الاستثمارات على ذهنية المستثمر؟ - دخول هذا النوع من الاستثمار دفع المستثمر المحلي إلى تغيير استراتيجيته، وكذلك مفهومة لتحريك الاستثمار، هذا من جانب، ومن جانب آخر تطوير آلية التعامل مع المستهلك والعملاء عموما، وزيادة التحقق من جودة المنتجات، والتأكد من كون الأسعار تنافسية، وتوفير جملة من الخدمات التي تشجع المستهلك للتعامل مع هذا المستثمر وتنمية التعامل معه. ٭ «الرياض»: هل هذه المتاجر العملاقة تساهم في تكريس مفهوم الإفراط في الشراء من خلال الأسعار المنخفضة للمنتجات؟ - لا بد أن ندرك أنه كلما كان السعر منخفضا كلما زادت عمليات الشراء، ولكن قبل ذلك لا بد أن نتأكد من أن السعر فعلا منخفض، وللتأكد هناك آلية مستخدمة وهي أن نأخذ 14 منتجا مطلوبا، ومن خلال السعر النهائي لها نقيم على أساسها، لأن البعض من المستثمرين يقوم بتخفيض سعر السلعة المشهورة بينما يزيد من سعر السلعة أو المنتج غير المشهور، لعمل موازنة بين سعري المنتجين، أو ما يمكننا تسميته التعويض من سعر منتج في منتج آخر. ٭ «الرياض»: ما هو توقعكم لمستقبل «الهايبر ماركت» في السوق المحلي؟ - نحتاج للحكم على هذا الأمر فترة زمنية تمتد من سنة إلى سنتين، كون الاستثمارات الضخمة لا يمكن التنبؤ بنجاحها بهذه السهولة، خصوصا حينما نقيس المبالغ الكبيرة التي تم ضخها في مثل هذه الاستثمارات، ولكن أود التنبيه على نقطة بسيطة وهي أن الهايبر ماركت تكرس مفهوم «إمضاء وقت طويل في التسوق» حيث يصطحب الإنسان في الغالب عائلته معه، ومن ثم يبحث عن موقف لسيارته، ويتجه إلى مقر الهايبر ماركت مشيا على الأقدام خلال المواقف الكبيرة والبعيدة، كل ذلك قد لا يناسب الشعب السعودي في ظل تميزه بالاستعجال، ورغبته الدائمة في التسوق في أقل وقت، خصوصا في ظل الانشغالات والازدحام الحياتي الذي يعيشه الجميع.