شهد اليوم الرابع عشر من عملية "أيام الندم" العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في منطقة شمال قطاع غزة، هدوءاً ملحوظاً، بعد أسبوعين من عمليات القتل والتدمير اليومي التي راح ضحيتها أكثر من 120 شهيداً ومئات الجرحى. غير أن قوات الإحتلال واصلت خلال الساعات القليلة الماضية عمليات القصف باستخدام الدبابات والطيران الحربي بشكل متقطع ،في اتجاه المناطق السكنية. وقصفت طائرة استطلاع حربية إسرائيلية فجر الثلثاء تجمعاً للمواطنين شرق مدينة بيت لاهيا، ما أدى إلى اصابة خمسة مواطنين بجروح كانت شديدة الخطر في حال اثنين منهم على الأقل. وفي الوقت الذي تشهد فيه بعض مناطق الشمال تراجعاً من جانب الدبابات الإسرائيلية، دفعت قوات الإحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مستوطنات إسرائيلية جنوب مدينة غزة. وقالت قيادة الأمن الوطني في القطاع إن قافلة عسكرية إسرائيلية كبيرة تضم دبابات وشاحنات وسيارات جيب، تحركت من معبر المنطار كارني شرق مدينة غزة، آتية من داخل إسرائيل في اتجاه مستوطنة "نتساريم" جنوبالمدينة. وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع أصيبت صباح امس الطفلة غدير مخيمر 10 أعوام بجروح خطرة بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي جالسة على مقعدها الدراسي في مدرسة خان يونس الابتدائية المشتركة أ التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في منطقة السد العالي في المخيم الغربي. وقال أحد المعلمين في المدرسة في اتصال هاتفي مع "الحياة" إن قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مستوطنة "نفيه ديكاليم" اطلقت النار بكثافة وعشوائية في اتجاه المدرسة المذكورة من دون أي سبب، ما أدى إلى إصابة الطفلة برصاصة في الصدر. وقال أطباء في مستشفى ناصر الحكومي إن عياراً من النوع الثقيل اخترق جسد الطفلة وأصاب صدرها اصابةً مباشرة، مشيرين إلى أن حالها الصحية خطرة جداً. وكانت قوات الاحتلال اطلقت نيران أسلحتها الرشاشة صوب المدرسة ذاتها في السابع من الشهر الماضي، ما أدّى إلى إصابة الطفلة رغدة العصّار، التي تبلغ من العمر 11 عاماً بجروح خطرة في رأسها، عندما كانت جالسة على مقعدها الدراسي. واستشهدت الطفلة العصار، في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، بعدما أمضت نحو أسبوعين في المستشفى في حالة موت سريري. وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس اغلاق الطرق والمعابر الرئيسة في القطاع ومنعت العمال الفلسطينيين من التوجه إلى أعمالهم. ووضعت قوات الاحتلال العراقيل أمام حركة تنقل المواطنين، اذ واصلت إغلاق مفترق الشهداء وسط القطاع ومفترق أبو هولي في جنوبه. كما اغلقت قوات الاحتلال مفترق الشيخ عجلين على الطريق الساحلية جنوب مدينة غزة بالأكوام الرملية، فيما فتحت طريق المواصي القريبة من خان يونس. ولا تزال سلطات الإحتلال تمنع العمال الفلسطينيين من الوصول إلى أماكن عملهم في المنطقة الصناعية شمال القطاع، وداخل إسرائيل. وفي الضفة الغربية، دهمت قوات الإحتلال مدعومة بالدبابات عدداً من المدن والقرى ليل الاثنين - الثلثاء، واقتحمت منازل المواطنين واعتقلت 22 من الفلسطينيين "المطلوبين" لجيش الاحتلال في مدينة نابلس وبلدة قباطية وقريتي بيت فوريك والخضر ومدينة رام الله واقتادتهم إلى جهات مجهولة.