في الوقت الذي اكد فيه مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون ان اللقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" ونظيره الاسرائيلي ارييل شارون سيعقد بعد غد السبت، سارعت قوات الاحتلال الى ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بقتل ثلاثة فلسطينيين وجرح عشرات اخرين وهدم 15 منزلا في قطاع غزة، واعتقال عدد من المواطنين في الضفة الغربية. تسللت "وحدات خاصة" من قوات الاحتلال الاسرائيلي ليل الثلثاء - الاربعاء الى الاطراف الشمالية لمخيم النصيرات للاجئين وقتلت برصاصها ثلاثة فلسطينيين، اثنان منهم من قوات الامن الوطني الفلسطيني والثالث من رجال المقاومة الذين هبوا للدفاع عن رفاقهم في موقعهم العسكري المستهدف. واستشهد الجنديان محمد ثابت 24عاما من بلدة الزوايدة قرب مدينة دير البلح ومحمد علي وشاح 24عاما من مخيم البريج للاجئين، والمقاوم محمد ابو عطيوي 22عاما من مخيم النصيرات وسط القطاع. واصيب الجنديان مهدي الوحيدي 32عاما وشادي صيام 30عاما بجروح، بعدما اطلق رجال "الوحدات الخاصة" الاسرائيلية النار على الاربعة الذين كانوا يقومون بأعمال الحراسة في موقعهم شمال مخيم النصيرات على الطريق الى مستوطنة "نتساريم" اليهودية الجاثمة فوق اراضي الفلسطينيين جنوب مدينة غزة. ووصفت مديرية الامن العام في قطاع غزة الاعتداء بأنه "جريمة وحشية جديدة ومدبرة" وحملت الحكومة الاسرائيلية "النتائج المترتبة عليها". وجاء هذا الاعتداء في اعقاب انتهاء قوات الاحتلال من ارتكاب جريمة حرب جديدة في مخيم خان يونس جنوب القطاع ليل الثلثاء - الاربعاء. وكانت عشرات الدبابات والاليات والجرافات اجتاحت الجزء الغربي من مدينة خان يونس، بما فيها مخيم اللاجئين المحاذي لمستوطنة "نفيه ديكاليم" اليهودية الجاثمة فوق اراضي المواطنين غرب المخيم. وساندت مروحيات من نوع "أباتشي" في الهجوم، واطلقت احداها صاروخا في اتجاه تجمع للمواطنين الذين كانوا يتابعون ما يجري، ما أدى الى اصابة عدد منهم. واسفر الهجوم الذي بدأ عند التاسعة من ليل الثلثاء واستمر حتى الثانية من فجر امس عن اصابة نحو 26 مواطنا، جروح معظمهم خطيرة. كما هدمت قوات الاحتلال نحو 15منزلا كليا وجزئيا في المخيم بعد ان نادت اصحابها عبر مكبرات الصوت باخلائها. وجاء الهجوم المتوقع في اعقاب اصابة 10 جنود اسرائيليين بشظايا قذائف هاون اطلقها مقاتلون من "كتائب القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس على مستوطنة "نفيه ديكاليم" اول من امس. وبررت سلطات الاحتلال جريمتها الجديدة بأنها جاءت "لابعاد خطر اطلاق قذائف الهاون على المستوطنات" الواقعة في منطقة "غوش قطيف" وإبعاد هذا الخطر عن المواقع العسكرية الاسرائيلية ايضا وهو الامر الذي لم يتم، اذ عاد مقاتلون فلسطينيون وقصفوا عدداً من المستوطنات بقذائف الهاون وصواريخ "القسام" في اعقاب الجريمة. وقالت "كتائب القسام" في بيان اصدرته امس وحصلت "الحياة" على نسخة منه ان "مجاهدينا قصفوا موقع تل زعرب العسكري الجاثم على اراضي مدينة رفح بقذيفتي هاون ...، ومغتصبة "نتسانيت" الجاثمة على اراضي شمال غزة بأربعة قذائف هاون ...، وموقع عريبة العسكري الاسرائيلي الجاثم فوق اراضي مدينة رفح باربع قذائف هاون، ومغتصبة "سدوروت" الجاثمة على صدر اراضينا المحتلة عام 48 بثلاثة صواريخ من طراز "قسام 2". واضافت ان القصف جاء "في اطار الرد على التوغل في مدينة خان يونس واطلاق صاروخ على حي سكني واصابة واستشهاد العشرات من ابناء شعبنا الفلسطيني المجاهد". وقالت مصادر اسرائيلية ان القصف لم يسفر عن وقوع اصابات في صفوف المستوطنين. واشارت المصادر ذاتها الى ان جنديا اسرائيليا اصيب بجروح بعدما طعنه فلسطيني بسكين في خان يونس، نقل على اثرها لتلقي العلاج في مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع بصحراء النقب. وفي حي القصبة بالبلدة القديمة من مدينة نابلس شمال الضفة استشهد ظهر امس الشاب فادي عبد الحافظ قفيس 26عاما برصاص قوات الاحتلال التي ادعت انها لاحظت انه مسلح اثناء قيامها بما وصفته ب"نشاط امني بحثا عن مطلوبين" في المدينة. واصابت قوات الاحتلال برصاصها الفتى ضياء غوادرة 15 عاما بجروح خطرة خلال مواجهات في مدينة جنين ادت الى وفاته. كما اصيب ستة فلسطينيين اخرين بجروح اثناء العملية التي استهدفت الحي، الذي شنت عليه هجمات كبيرة في السابق ودمرت عددا كبيرا من منازله ومبانيه الاثرية والقديمة. الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 12فلسطينيا ليل الثلثاء - الاربعاء في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. ومن بين المعتقلين عضوان في "حركة الجهاد الاسلامي"، وزوجة معتقل من مدينة طولكرم. كما قصفت قوات الاحتلال بالرشاشات الثقيلة عددا من المنازل في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ليل الثلثاء - الاربعاء، في اعقاب قصف المستوطنات بقذائف الهاون والصواريخ "قسام".