قتل أربعة موظفي أمن أمريكيين وستة عراقيين في هجومين وقعا أمس في المنطقة الخضراء (مقر قيادة القوات متعددة الجنسيات) التي تضم سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومقر رئاسة الحكومة العراقية وحيث الاجراءات الامنية مشددة جدا في بغداد، كما قتل جندي أمريكي في هجوم آخر في العاصمة، فيما أعلن المقاتلون في الفلوجة وقف المفاوضات مع الحكومة بسبب تهديدات أطلقها أمس الأول رئيسها إياد علاوي أنذر فيها الأهالي بأن عليهم تسليم الزرقاوي المطلوب رقم واحد في العراق وإلا سيواجهون عملية عسكرية ضخمة. وأعلن ناطق وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر ان الامريكيين القتلى الاربعة كانوا عناصر امن في شركة خاصة. وأنهم قتلوا بينما أصيب خامس بجروح خطيرة كما أصيب موظفان أمريكيان في السفارة الامريكية اصابة طفيفة. وجرح عدد غير محدد من العراقيين. وقال باوتشر ان ستة عراقيين على الاقل قتلوا في قطاع آخر معروف باسم مقهى المنطقة الخضراء، كما تسبب ايضا بسقوط عدد كبير من الجرحى، امريكيين وعراقيين، معظمهم اصاباتهم طفيفة. وأضاف أنه لا يستطيع ان يؤكد ما اذا كان الامر يتعلق بعمليتين انتحاريتين ام لا. كما لم يعلق على تبني العمليتين من جانب مجموعة المطلوب الاردني فضيل الخلايلة (ابو مصعب الزرقاوي) التي تسمي نفسها جماعة التوحيد والجهاد. وافاد بيان للجماعة على الإنترنت بأن ما وصفهما بليثين تابعين لها تمكنا من الولوج الى داخل مقر السفارة الامريكية التي أعلنت أن أحد الانفجارين ناجم عن عملية انتحارية، في حين ان الثاني قد يكون عملية مشابهة او عبوة ناسفة. ويأتي تبني جماعة الزرقاوي للهجومين غداة التحذير الذي وجهه رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الى اهالي الفلوجة لتلسيم الأردني المطلوب رقم واحد في العراق. وللمرة الاولى، تمكن المسلحون من اختراق المنطقة المحصنة التي تشكل معقلا آمنا للحكومة وسفيري الولاياتالمتحدة وبريطانيا مما طرح تساؤلات حول انعكاسات هذا العمل واحتمال حصول تقصير امني في تأمين الحماية للمنطقة. وعشية بدء شهر رمضان، قتل ما لا يقل عن 30 شخصا في انحاء مختلفة من العراق، بينهم قتلى التفجيرين في المنطقة الخضراء. وكان علاوي قد وجه امس الأول تحذيرا بوجوب تسليم سكان الفلوجة الزرقاوي والا فانهم يعرضون انفسهم لعملية عسكرية كبيرة. وقال امام اعضاء المجلس الوطني المؤقت طلبنا من اهالي الفلوجة تسليم الزرقاوي ومجموعته واذا لم يسلمونا اياهم فستكون هناك عملية كبيرة. وأضاف يقول اننا مستاءون جدا مما يحصل في الفلوجة وكذلك اعضاء الوفد (وفد اعيان الفلوجة الذي يفاوض مع الحكومة العراقية)، لكننا طلبنا منهم ممارسة مزيد من الضغوط على المسلحين. واذا لم يسفر ذلك عن شيء فلن نبقى مكتوفي الايدي. ومساء امس الخميس، اكد احد اعضاء وفد الفلوجة الى المحادثات مع السلطات العراقية تعليق اي مفاوضات مع الحكومة التي وصفها بالهزيلة، احتجاجا على ما اعلنه رئيس الوزراء حول ضرورة تسليم الزرقاوي وجماعته. وقال عضو (مجلس شورى المجاهدين) في الفلوجة معرفا عن نفسه باسم ابو احمد لوكالة فرانس برس: فوجئنا بتصريحات علاوي خصوصا ان الحكومة العراقية لم تثر هذا الموضوع في المحادثات .. لم يكن هناك اي كلام عن الزرقاوي. واضاف ابو احمد: نحمل علاوي وحكومته دماء المسلمين التي تنزف في الفلوجة. واكد انسحابه مع جميع اعضاء الوفد المفاوض مع الحكومة بالاجماع بسبب هذه التصريحات. وقال ان وفد الفلوجة قرر تعليق المفاوضات الان وفي المستقبل الا بشرط واحد هو جلاء القوات المحتلة من المدن والبلدات والقرى. وبعيد الهجومين على المنطقة الخضراء، شن الطيران الامريكي غارتين على الفلوجة اسفرتا عن مقتل خمسة اشخاص واصابة 13 اخرين بجروح، وفق حصيلة من المستشفى العام في المدينة. وقال مصدر طبي ان المستشفى استقبل خمسة قتلى و 13 جريحا. وقتل جندي امريكي أمس الخميس لدى اطلاق مجهولين النار على دوريته في وسط بغداد، بحسب ما اعلن الجيش الامريكي. وجاء في بيان عسكري: قتل جندي في وسط بغداد عندما هوجمت دوريته بالاسلحة الخفيفة قرابة الساعة 13.45 وكان جندي امريكي آخر قد قتل واصيب اثنان بجروح في انفجار قنبلة يدوية الصنع في شرق العاصمة صباحا. وفي حادثين منفصلين في بغداد، قتل قاضي تحقيق وصحافية صباح امس على ايدي مجهولين. في حين قتل ضابطان في القوات العراقية في مدينة بعقوبة لدى اطلاق النار على سيارتهما. وفي القائم، قتل 15 من عناصر الحرس الوطني العراقي في هجوم شنته عناصر مسلحة على مركزهم مساء الاربعاء واستولت على اسلحتهم في البلدة القريبة من الحدود مع سوريا. الى ذلك، نجا قائد الحرس الوطني في هيت غرب الرمادي من محاولة اغتيال بواسطة سيارة مفخخة. وقال مصدر في شرطة البلدة ان قافلة العقيد فهد النمراوي نجت من محاولة اعتداء في البغدادي قرب الرمادي. من جهة اخرى، استمرت عملية تسليم الاسلحة في مدينة الصدر امس الخميس، لليوم الرابع على التوالي. وأقامت السلطات العراقية مركزا جديدا لاستلام الاسلحة الثقيلة والمتوسطة في ملعب نادي الصناعة الرياضي الواقع قرب المدينة. وتقدم المئات لتسليم عناصر الحرس الوطني والشرطة اسلحتهم من مدافع هاون واسحلة رشاشة وقاذفات صواريخ مضادة للدروع والغام كان يستخدمها الجيش العراقي السابق اضافة الى العبوات الناسفة.