بدت آراء طالبات سافرات بجامعة البحرين، "لافتة"، بعدما أبدين تأييدهن لاقتراح النائب السلفي الشيخ جاسم السعيدي، بفصلهن عن الطلبة، بيد ان طالبات متحجبات، رفضن الاقتراح. وبدا السعيدي مبتهجاً ومتمسكاً باقتراحه، عندما علم ان فتيات سافرات يؤيدن ما ذهب إليه. جيهان بهمن غير محجبة أيّدت السعيدي في فصل "الجنسين"، وتعزي ذلك إلى "ان حياء الفتاة، يمنعها أحياناً من الحديث في موضوعات وقضايا أمام زملائها الطلبة". وترى ان الكلام قد يوقعها في حرج شديد أمام "الرجال". ومع انها غير محجبة، فإن جيهان تجد "ان العادات والتقاليد والضوابط الشرعية، لا تفرق بين من ترتدي الحجاب، ومن تكشف شعرها". غير انها مع ذلك تعتقد بوجود بعض الايجابيات من اختلاط الجنسين في الجامعة، فهو يهيئ طالبات الدراسات المصرفية مثلا لأجواء العمل المصرفي، ويضعهن في صورة سلوكهن مع الجنس الآخر، لكنها تستدرك قائلة: "المشكلة ان سلبيات الاختلاط تطغى على ايجابياته، لذلك أرفضه". مشاغبات الطلبة ومضايقاتهم التي لا تنتهي تشكل سبباً رئيساً، من وجهة نظر الصحافية والطالبة في قسم الإعلام والعلاقات العامة، يسرى أحمد، للفصل بين الطلبة والطالبات في الحرم الجامعي: "من البديهي ان نتحرر من قيود الكلام عندما يكون الصف أنثوياً خالصاً". وفي المقابل، ترفع حوراء حبيب الطالبة في قسم تكنولوجيا التعليم شعار "لا حياء في طلب العلم"، وتنتقد "من يخجلن من المشاركة في الصف لوجود الطلبة"، معلنة رفضها "بقوة" لفكرة الفصل بين الجنسين، كما يريدها النائب السعيدي. ومن وجهة نظر مي علي سلطان سنة رابعة، دراسات مالية ومصرفية، فإن الطلبة ينفصلون تلقائياً في الصف، في الوقت الراهن عن الطالبات، فهن يجلسن في مكان وزملاؤهن في مكان آخر، فضلاً عن عدم الاختلاط في الاستراحات والمطعم. وبحسب مي، فإن الاختلاط من الناحية العملية موجود في مواقع كثيرة، أبرزها العمل، مشدّدة على "ان المرحلة الجامعية تعبر عن نضج تفكير الطالب والطالبة، بعيداً من ممارسات المراهقة"، وتقول: "أنا محجبة، لكنني لا أرى ضرورة لتأييد اقتراح يمنع ظاهرة صحية، هي الاختلاط". وتجد هند الشهابي في المرحلة الجامعية، الفرصة الوحيدة للقاء الجنسين، وتعتقد ان "الكثيرات لا يؤيدن السعيدي". ويتساءل رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد طلبة البحرين، عبدالرؤوف إبراهيم، "إذا كنا سنفصل الطالب عن الطالبة، أليس من الواجب أيضاً أن نفصل الموظف عن الموظفة؟"، ويعتبر ان "الاختلاط أمر لا بد منه، والحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما متشابهات"0 وكذلك الامر بالنسبة الى محمد العريض سنة ثالثة محاسبة، الذي لا يجد في الاختلاط "إشكالاً شرعياً، كما يراه السعيدي"، ويعتقد ان الإشكال "يتمثل في الوضع الجديد الذي يواجه الطالب والطالبة بعد 12 سنة من الانفصال القسري في مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية". ولا يجد العريض حرجاً في القول "ان الأسر البحرينية بدأت تتقبل اليوم فكرة "الزمالة الجامعية"، فكيف نسمح بمطالبات ترجعنا إلى الوراء عبر فصل الجنسين في الجامعة؟". السعيدي من جانبه، أبدى ارتياحه لمن أيّده، وأعلن تمسكه باقتراحه. ويعيب الشيخ السعيدي على من يقول إن الكلفة المالية تقف عائقاً أمام تنفيذ الاقتراح، ويقول: "من العيب أن تتأثر أخلاقيات بناتنا، بحجة عدم كفاية الأموال". ويضيف: "علل وزير التربية والتعليم ورئيسة الجامعة، عدم القدرة على تنفيذ الاقتراح بعدم وجود موازنة، وأنا لا ألومهما في ذلك، فمن حق الحكومة أن تدافع عن رأيها، لكنني سأندهش من مساندة الاقتراح، عندما يطرح للتصويت!" وكان مجلس النواب أحال الاقتراح إلى لجنة الخدمات لمزيد من الدراسة في حزيران يونيو الماضي، بعدما رده وزير التربية الدكتور ماجد النعيمي، "لتعذر تنفيذه بسبب كلفته العالية". ويتوقع طرحه مجدداً في دور الانعقاد الثالث الذي يبدأ الشهر الجاري.