كشفت تقارير صحافية أن الرهينة البريطاني المقتول كينيث بيغلي فرّ من خاطفيه بواسطة سيارة بعدما نجحت الاستخبارات البريطانية في رشوة اثنين منهم، في وقت أفاد استطلاع للرأي العام أن واحداً من أصل كل ثلاثة بريطانيين يرغبون في استقالة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وأفادت صحيفة"صنداي تايمز"ان بيغلي اعتقل بعد ساعات من محاولة فراره الفاشلة الأربعاء الماضي وأعدم في اليوم التالي. وتابعت أن اثنين من خاطفي بيغلي قبضوا مبلغاً كبيراً من المال لمساعدته على الفرار، مشيرة الى أن الأموال جاءت من سوري وعراقي اخترقا الخاطفين لمصلحة الاستخبارات البريطانية. وكشفت الصحيفة أن بيغلي وضع في سيارة اتجهت نحو منطقة قرب اللطيفية التي تسيطر عليها القوات الأميركية، لكن مجموعة تابعة ل"التوحيد والجهاد"اعترضتها وأعادت اعتقال الرهينة البريطاني. الى ذلك، كشف شريط فيديو نشرته مواقع اسلامية ويصور عملية ذبح بيغلي أنه وجه نداء الى رئيس الوزراء البريطاني قبل ثوان من قطع رأسه، ناشده فيه تلبية مطالب خاطفيه لانقاذ حياته. وقال بيغلي متوجهاً لبلير:"انهم اشخاص جادون. أتوسل اليك...أتوسل اليك أعطهم ما يطلبون...أتوسل اليك". ولم يخف بيغلي الذي ظهر جالساً بزي برتقالي امام ستة رجال مسلحين ومقنعين يأسه. وأضاف:"قلت لك الكثير في أكثر من مناسبة. وكل ما استطيع ان أقوله لك الآن هو انه لم يعد هناك الكثير من الوقت". أما آخر كلماته فوجهها الى مواطنيه البريطانيين لحضهم على"النزول الى الشارع للمطالبة بوضع أفضل للنساء المعتقلات في سجن أبو غريب". وفي هذه اللحظة، قرأ أحد الرجال الستة نصاً قصيراً جاء فيه:"ولأن بريطانيا ليست جادة في اطلاق اخواتنا فليس لهذا البريطاني اللعين الا السيف". وندد أحد افراد المجموعة"بغطرسة"الحكومة البريطانية التي قال إنها"راحت تزعم انها لم تجد سبيلاً للوصول الى جماعة التوحيد والجهاد وكذبت، فكانت هناك وسيلة اتصال واضحة". وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو صرح بأن حكومته تبادلت"رسائل"مع خاطفي بيغلي من طريق وسيط لكنهم لم يتخلوا عن المطالبة باطلاق السجينات العراقيات. وفي أول استطلاع شامل للرأي العام منذ اعدام بيغلي، طالب 36 في المئة من الناخبين البريطانيين باستقالة بلير. لكن 65 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الذي أجراه معهد"يوغيوف"قالوا ان بلير غير مسؤول عن مقتل بيغلي، كما أعرب 59 في المئة عن اعتقادهم بأن حكومته العمالية فعلت كل ما في وسعها لانقاذ حياة الرهينة البريطاني. وكانت مدينة ليفربول مسقط رأس بيغلي أعلنت أول من أمس يوم حداد وسط أجواء من الحزن والغضب العارم، فيما اتصل بلير بعائلته لتقديم تعازيه. ويبدو أن هذا الحادث سيبقي قضية العراق على رأس الاهتمامات السياسية قبل سبعة اشهر من الانتخابات المتوقعة في بريطانيا. وأعرب 58 في المئة ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن الحرب على العراق أضعفت صحة بلير الذي اجريت له عملية في أول تشرين الأول اكتوبر لتنظيم ضربات قلبه. وعلى رغم تراجع معدلات الثقة، ما زالت الاستطلاعات تشير الى أن حزب"العمال"سيفوز بسهولة في الانتخابات المقبلة.