فيما أعلنت السفارة البريطانية في بغداد أنها تحاول استعادة جثة الرهينة البريطاني كينيث بيغلي، لم تؤكد الحكومتان العراقية والبريطانية تقارير مفادها أن بيغلي فر لفترة وجيزة قبل أن يذبحه الخاطفون الذين شعروا بأنهم معرضون للاعتقال. وأوضحت ناطقة باسم السفارة: "نبذل اقصى جهودنا لاستعادة الجثة". وكانت جماعة "التوحيد والجهاد" بزعامة الاسلامي الأردني أبو مصعب الزرقاوي أعلنت مسؤوليتها عن احتجاز بيغلي 62 عاماً مع الأميركيين يوجين أرمسترونغ وجاك هينسلي اللذين قطعت رأسيهما الشهر الماضي. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عراقية "متمردة" أن بيغلي فر بمساعدة أحد خاطفيه لفترة نصف ساعة في بساتين اللطيفية قبل أن يعتقل مجدداً. وأفاد شهود في المنطقة أنهم رأوا بيغلي يعتقل للمرة الثانية في اللطيفية غرب بغداد. لكن الحكومتين العراقية والبريطانية رفصتا تأكيد معلومات نشرتها صحف بريطانية حول فرار بيغلي. وصرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري شبكة "بي بي سي" البريطانية: "في هذه المرحلة، لا معلومات ذات مصداقية لدي تسمح بتأكيد ذلك". وفيما أمضى سكان ليفربول مسقط رأس بيغلي يوم حداد رسمي على مقتله وسط أجواء من الغضب والحزن عمت المدينة، بعثت ملكة بريطانيا ببرقية تعزية الى عائلة الرهينة البريطاني، فيما سارع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وزعيم المعارضة المحافظة الى تقديم تعازيهما. ووقف فريقا كرة القدم الانكليزي والويلزي دقيقة صمت حداداً شاركهم فيها 65 ألف متفرج. في هذا الاطار، أفادت تقارير أن قوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة كانت تقترب من موقع وجود خاطفي بيغلي في احدى ضواحي بغداد. وجاءت هذه التقارير بعد اعلان الحكومة البريطانية أنها أجرت اتصالات مع الخاطفين. وكان سترو كشف الجمعة الماضي للمرة الأولى أن الحكومة البريطانية تبادلت رسائل مع الخاطفين في محاولة لانقاذ بيغلي بعدما تقدم احد الوسطاء من السفارة البريطانية في بغداد. وقال سترو: "كان من مصلحة بيغلي ان نبذل كل ما في وسعنا لاجراء اتصالات" مع الخاطفين، مضيفاً: "تم تبادل الرسائل مع خاطفي الرهائن في محاولة لاقناعهم بالعدول عن تنفيذ تهديداتهم بقتل بيغلي، الا انهم لم يتخلوا في اي مرحلة من المراحل عن مطالبتهم باطلاق السجينات على رغم انهم كانوا يعلمون تماماً انه لا توجد اي سجينات محتجزات لدينا في العراق". لكن زيباري أعرب عن شكوكه في أن الوسيط يستطيع المساعدة في اقتفاء اثر القتلة. وقال في حديث الى "بي بي سي": "لا ينتمي هؤلاء الوسطاء بالضرورة الى الجماعات التي تخطف الرهائن". في غضون ذلك، أعلنت الشرطة العراقية أن خاطفين احتجزوا سائق شاحنة تركياً في شمال بغداد، وجرحوا آخر أول من أمس. وأضاف مصدر في الشرطة أن مسلحين اعترضوا طريق التركيين اللذين كانا يقودان صهريج وقود قرب بيجي شمال، مشيراً الى أن ساق السائق الجريح خليل أوغلو بترت في وقت لاحق.