سطع نجم المطربة أصالة بفضل جمال صوتها وإمكاناته، وربما أيضاً بفضل تلك المفردات الخاصة بها التي نسجتها يوماً بعد يوم. ومن أكثر ما يلفت في المطربة السورية جرأتها وبعدها عن المجاملات. وفي الحوار الآتي مع "الحياة"، تحدثت عن قرارها الانتقال للعيش في دبي، إضافة الى تخطيطها لمشوارها الفني، وتحدثت أيضاً عن سبب انزعاجها من الوافدين حديثاً إلى عالم الغناء، وتوقفت قبل كل ذلك عند سعادتها بألبومها الجديد باللهجة الخليجية الذي أطلقته قبل أيام. بداية ماذا عن ألبومك الجديد؟ - الألبوم بعنوان "أوقات" ويتضمن إحدى عشرة أغنية هي: "أوقات"، "قمرهم كلهم"، "روح وروح"، "متى أشوفك"، "توّك على بالي"، "رمش الغلا"، "لا سلام"، "ما قدر"، "ما توقعت"، "عفواً وترفع جبينك"، بينما يضم ال"سي دي" أغنية إضافية هي "يسعد صباحك" بسبب مدتها الطويلة 20 دقيقة تقريباً. أغاني الألبوم كتبها الشعراء الأمير بدر بن عبدالمحسن، والشيخ هزاع بن سلطان بن زايد، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد، ومطلع الشمس، وسعود شربتلي، وحمد سهيل الكتبي، والناصر وعادل مسلم. فيما تعاونت على صعيد التلحين مع فنان العرب محمد عبده، صادق الشاعر، عبدالله القعود، فايز السعيد، نزار عبدالله، علي كانو، موسى محمد الدكتور يعقوب الخبيزي، والألبوم من إنتاج وتوزيع فنون الجزيرة وشركة "إي أم آي". لماذا تتجهين بين الحين والآخر نحو الأغنية الخليجية ؟ - لأنها تعني لي الكثير على المستوى الفني، وأشعر بأنني أعبّر من خلال الكلمة الخليجية عن رقي مشاعر الأنثى، أغني مفردات ليست موجودة في بقية اللهجات. ماذا عن ألبومك الآخر المنوع؟ - أنا في انتظار الانتهاء من إنجازه، وسيصدر مع بداية العام الجديد. لماذا تصادف مناسبة إطلاق ألبومك الجديد، مع انتقالك للإقامة في مدينة دبي؟ - أحببت التغيير فقط، وستتوزع إقامتي لسنتين بين سورية والإمارات العربية، على أن أقيم في لبنان في فصل الصيف. أكثر ما أقلقني في خطوتي هذه كان خوفي من عدم تأقلم ولديّ شام وخالد مع الحياة الجديدة، لكن ما حصل هو العكس، واليوم بدأا عامهما الدراسي في إحدى مدارس الإمارات. صورت أخيراً أغنية "قمرهم كلهم"، وتظهرين في الأغنية بدور نجمة مشهورة يغار حبيبها من جمهورها وكثرة معجبيها. - مع أنني فضلت الظهور بصورة إنسانة بسيطة بعيداً من الشكل الفني، لكن المخرج عادل الخضر فضل هذا السيناريو، وأنا سعيدة بتعاوني الأول معه. تعاملت مع مخرجين كثر مثل عثمان أبو لبن، وميرنا خياط، وسعيد الماروق، وشريف عرفة وغيرهم... هل تتعمدين ذلك التنويع؟ - كل مخرج منهم أبدع في ناحية معينة من وجهة نظره. بالنسبة إليّ، هناك شيء ينقصني ما زلت أبحث عنه وأجد جزءاً منه في كل مخرج... أتمنى أن أجد مخرجاً يمتلك كل ما أفكر به. هل هناك تحضير لأغنية أخرى قريباً؟ - نعم ، وهي "يسعد صباحك" التي اختصرت وقتها إلى 12 دقيقة، وتفاوضت مع المخرجة نادين لبكي لإخراجها. نادين مخرجة بارعة وناجحة جداً، وأتمنى أن نقدم معاً عملاً مختلفاً ويتلاءم مع صورتي... بمعنى آخر، أن تغامر معي بفكرة جديدة. أي أغنية مصورة أحببتها هذا الصيف؟ - أغنية "قرّب ليَّ" لوائل كفوري التي أخرجها سعيد الماروق، وأتمنى أن يشاركني العمل مستقبلاً بالمستوى الفكري نفسه الذي استخدمه في أغنية كفوري. تعاملتِ معه في أغنية "مشيت سنين"... - لم أكن راضية عن صورة الأغنية من كل النواحي. وهناك لقطات في الأغنية لم أكن أعلم بها، ولم يبرّر هذا الأمر لي لاحقاً. هذا الأمر لا ينفي أنه مخرج له أسلوب جديد، وكثيرون أحبوا كليب الأغنية. ألا تشاهدين الأغنية التي تصورينها قبل أن تعرض ؟ - كلا، وهذه مشكلتي، ولو كنت مع المخرج في أثناء مراحل المونتاج لألغيت كل اللقطات، لأنني لا أعجب بأي عمل أقدمه أكان أغنية أو لقاء تلفزيونياً أو حفلة غنائية أو حتى صوري الفوتوغرافية. لا يمكنني إعطاء رأيي الصريح في اللحظة نفسها، وأنتظر الآراء الأخرى كلها قبل أن أقرر، أنا "موسوسة" وخائفة دائماً ولا أرضى عما أقدم، أعيد أحياناً جملة غنائية واحدة ثماني ساعات يومياً على مدار أسبوع قبل أن أرضى عن النتيجة النهائية. يقال إن إجاباتك عن الأسئلة الصحافية غالباً ما توقعك في مشكلات مع فنانين آخرين بسبب عفويتك في الإجابة، وبعدك من الديبلوماسية... ما تعليقك ؟ - ربما كان يحدث ذلك لأنني أقول الحقيقة، لكن نظرتي للحوارات الصحافية تبدلت أخيراً، وأعتقد بأنه لا يمكن أن يكون الشخص عفوياً وناجحاً في حياته، ما لم يكن متمتعاً بالذكاء، على الأقل الذكاء الطبيعي وليس غير العادي. أنا ذكية بالفطرة، تماماً كثقافتي الفطرية في الموسيقى، في عملي أحب أن أعبّر عن نفسي تماماً كما أنا، لأنني أشعر أنني صادقة. الذكاء هو أن تعبّر عن نفسك بصدق إذا كانت مكنوناتك صادقة ومشرّفة. إحساسك هذا، هل خذلك؟ - غالباً لا يصح إحساسي إلا مع الناس... من أحبه في اللقاء الأول أحبه دائماً، والعكس صحيح. ألا تؤيدين مقولة "المحبة بعد العداوة"؟ - إطلاقاً! بعد العداء لا أحب أبداً... مشاكلي تكفيني، وأي شيء يزعجني أبتعد عنه. أسدل الستار على "سوبر ستار" مع فوز الليبي أيمن الأعتر، ما رأيك بهذه النتيجة؟ - صوته يشبه صوتي ولذلك أحببته، أحب عُرَب صوته. كما أشعر أنه "ابن بيت" وكأنه أخي الصغير... أتمنى له كل التوفيق. ما رأيك برويدا عطية؟ مع حبي لديانا كرزون، أحببت رويدا أكثر وشعرت بها أقرب إليّ وشجعتها كثيراً، خصوصاً أنها مهذبة ولطيفة، وتصافحني وتحدثني كلما تراني. هل تؤيدين من يقول إن ألبوم رويدا الأول لا يحمل هوية محددة، وجاء صوتها فيه شبيهاً بصوت فنانة أخرى؟ - هذا أمر عادي... في بدايتي الفنية مع أغنية "سامحتك كتير" شبهوا صوتي لصوت المطربة فايزة أحمد، ولاحقاً اكتشف الناس أن ملحن الأغنية هو الموسيقار محمد سلطان زوج فايزة أحمد وهو الذي لحن لها معظم أعمالها فكان هذا التشابه، تماماً كما حصل مع رويدا فهي تعاملت مع الملحن عماد شمس الدين الذي لحن أغنيات كثيرة لنجوى كرم. لكنني متأكدة أنه مع مرور الزمن ستكون رويدا قادرة على رسم خط غنائي خاص بها وحدها. أسابيع قليلة تفصلنا عن الذكرى السنوية الأولى لوفاة المطربة ذكرى... ماذا تقولين عنها ؟ - كانت ذكرى من أعز صديقاتي وقريبة مني جداً، وكانت تحب الحياة والناس. لم يكن رحيلها سهلاً بالنسبة إليّ، بعدها أعدت حساباتي من جديد في أمور عدة. لم تكن تخبئ شيئاً للمستقبل، لإحساسها ربما بعدم وجوده. ولأنها فنانة غير عادية، تميّزت بحس فني غريب، وهذا أهم ما ميّزها. كانت فنانة بكل معنى الكلمة، وعلى المسرح كانت تغني لنفسها فيما تواصلها مع الجمهور كان في درجة أقل، وهذا ما ينقصني، أخاف أن يبتعد الناس عني، فتراني أقسم متعتي في الغناء مناصفة بيني وبين الجمهور. هل تشعرين أنها لم تنل نصيبها من الشهرة إلا بعد وفاتها؟ - صحيح، لأننا في وطننا العربي نمدح الفنان الزائف لأنه يشبه غيره ولأن نجاحه كاذب ولعلمنا أنه لن يؤثر علينا. مشكلتنا أننا لا نحب أن نعطي صاحب الموهبة الحقيقية حقه، نخاف من تكبّره، بينما هو في المقابل بأمس الحاجة للكلمة الحلوة والمحبة والتشجيع. مثال على ذلك، أشعر بسعادة كبرى عندما يمر أشخاص أمامي ويخبرونني كم يحبونني وكم أشبههم. كل ما أقدمه في حياتي لغاية اليوم أنتظر مقابله ردّ فعل واحد، هو ابتسامة أو كلمة إعجاب... هذا هو المقابل الوحيد الذي أريده. كل صاحب موهبة حقيقية يحتاج الى الدعم، وكلما أشعرني أحد بأهميتي، كلما شعرت بمزيد من التواضع والبساطة كي أحافظ على هذه الموهبة. ماذا ينقصك فنياً؟ - لا شيء سوى حاجتي لقوة هائلة للمحافظة على ما أنا عليه اليوم. طموحي غير عادي، وهدفي الوحيد أن أكون إنسانة وفنانة مؤثرة.