تخوض المغنية اللبنانية نيللي مقدسي تجربة من نوع جديد في التنويع بين الألوان الغنائية، وأصدرت أخيراً ألبوماً أدت فيه اللهجة المصرية للمرة الأولى. وفي لقائها مع "الحياة" دافعت نيللي عن نفسها وعن كل المغنين من الانتقادات التي يتعرضون لها مع كل إطلالة جديدة. لماذا اخترت عنوان البومك الجديد "أنا إيه...؟"؟ - شعرت بأنه عنوان مختلف عن العناوين التي تطرح حالياً، وهو سؤال يناسب صورة غلاف الألبوم. وتقول كلمات الأغنية "أنا إيه خلاني اتعلق فيك؟" واطلقناها عنواناً على الأغنية وأعجبتني فصارت عنواناً للألبوم. كم أغنية يضم الألبوم ومع من تعاملت فيه؟ - يضم الألبوم عشر أغان باللهجات اللبنانية والمصرية والبدوية، وتعاونت فيه مع طوني أبو كرم وصفوح شغالة وطارق ابو جودة والموزعين هادي شرارة ومحمود عيد وطوني جعجع وجو بارودجيان ومن مصر مع محمود خيامي والملحن سامر علي والشاعر احمد شتا والشاعرمحمد رفاعي، والتوزيع لحازم رأفت وميمني، وهناك تنوع في الاسماء ونوعية الأغاني. هذا عملك الثاني مع روتانا، أين تجدين نفسك بين مطربيها؟ - تتعامل معي الشركة في شكل جيد ويسير كل شيء بيننا في شكل منتظم وفق عقد الإنتاج الذي وقعته، وتقدم لي أكثر مما اتفقنا عليه ولم أشعر بتقصير في دعمي أبداً، وعندما يرى القيمون على العمل في الشركة ان المغني ناجح ويقبل المشترون على إنتاجه يزيدون من اهتمامهم به. مرحلة جديدة إذا قارنا بين البومك الأول والبومك الأخير، كيف تقومين التغيير؟ - أجد انني في مرحلة تصاعدية ولا اتراجع، وهذا امر مهم جداً، فكل شيء مختلف عن الألبوم الأول من ناحية الصوت والأداء والتوزيع واللحن والكلام وإحساسي بالغناء. فأي إنسان يحب الفن يتقدم في كل شيء ولا احد يولد ويكون يعرف كل شيء ولديه نضوج، بل ينضج مع الأيام ومن خلال تجاربه. وأشعر بأن صوتي ينضج مع الوقت ونظرتي في اختياراتي تختلف عن الماضي. فكل ما فعلته خلال السنوات التي مرت جعلني مقتنعة به وأعطاني خبرة أوصلتني الى ما أنا عليها الآن. كيف تقوّمين نفسك؟ - لا يحق لي أن أقوّم نفسي فأنا مطربة أغني واصحاب الاختصاص هم من يقوّمونني والناس يعطون رأيهم بي وبفني وأنا لا اعطي رأيي بنفسي ولا بغيري، بل أهتم بفني وأركز على اختيار أغاني وعلى تصويرها فيديو كليب وكل ما يخص فني. على أي اساس تختارين كلمات أغانيك؟ - بحسب إحساسي بالكلمة، ولا يوجد اساس معين إلا انني أحياناً أنا أقترح موضوعاً معيناً مثل اغنية "أهلي عرب" بينما جاءت فكرة أغنية "شوف العين" وحدها، ولم أطلب في هذا الألبوم اي موضوع او اي فكرة، إلا انني شعرت بأن كل الأغاني جميلة وفيها المناقشة المنطقية بين الرجل والمرأة وحوارات بين الشباب. بينما في الماضي كان لدي التركيز على المواضيع الاجتماعية مثل "أهلي عرب" و"شبكي شانوحا" اللتين صورت فيهما حالات معينة تأدية كل الالوان أي لون تفضلين غناءه اليوم؟ - لا اتحيز مع لون ضد لون آخر، لذا اؤدي كل الألوان وما يهمني هو الاغنية التي اشعر بأنها قريبة مني وتليق بي وبصوتي واحببت موضوعها ولحنها فأغنيها، فالمطرب الجيد لا يعتمد لوناً غنائياً واحداً فإذا استطاع التنويع في الألبوم بما يليق به يستطيع أن يؤدي بإحساسه وعندها ينال الإعجاب، يمكن ان يؤدي المطرب اللون الكلاسيكي ويكون جميلاً وقد لا يكون كذلك، فإذا لم يلق بي لون معين لا اختاره. ليس لديك إذاً لون محدد؟ - الجميع يعرف انني نجحت في اللون البدوي وأديته في البوميّ الأول والثاني، وكما يقول الناس انني أؤدي بصوتي وحنجرتي اللون الدوي في شكل جميل لذا فالأغاني الطاغية على ألبوماتي هي باللون البدوي واللهجة البيضاء. هل تأثرك بالمطربة سميرة توفيق جعلك تلتزمين اللون البدوي؟ - صحيح انني احب فن المطربة سميرة توفيق وأعتبرها قدوة لجيل الشباب الذي يؤدي هذا اللون. ومع احترامي لها ولفنها إلا انني أتخذ لنفسي خطاً مختلفاً، فأنا غنيت اللون البدوي باحساسي وبطريقة جديدة تناسب جيلي المعاصر وحافظت فيه على النغمة الشرقية وأنا اختار اللهجة البيضاء المفهومة عند الجميع. قفزت في ألبوم "أهلي عرب" قفزة نوعية، ماذا تتوقعين من ألبومك الجديد؟ - أتمنى أن اقفز اكثر لأنني ارى بوادر خير في التهانئ التي انهالت عليّ على هذا الألبوم اكثر من سابقيه. نقد منطقي واجهت الاعتراض بعد تصوير فيديو كليب "شبكي شانوحا"، لماذا كان هذا الهجوم؟ - نسمع دائماً الاعتراضات والهجوم على الجميع وليس عليّ فقط، قد أكون اقل المطربات تعرضاً للهجوم والاعتراض. إلا ان الانتقادات أمر طبيعي وهي موجودة دائماً وترافق اي عمل فني جديد، فإذا اعجبنا كل الناس من دون اعتراض من احد نكون فنانين غير طبيعيين لأن لدينا فئات من الناس. قد نعجب البعض ولا نعجب البعض الآخر وهذا حقهم ورأيهم، إلا أنه حتى الآن لم يؤذني أحد بالكلام، بل كان الانتقاد منطقياً، خصوصاً على أغنية "شبكي شانوحا" التي كانت حالاً غنائية متميزة نالت نصيبها من النقد، ولكن الذين أعجبوا بهذه الأغنية وبتصويرها كانوا أكثر من الذين أبدوا ملاحظاتهم السلبية. هل ستصورين كليبات من ألبومك الجديد؟ - سأصور أغنية "انا إيه؟" مع المخرج سليم الترك وسأختار أغنية أخرى لتصويرها أيضاً.