"الإنتاج المحلي لن يتطور طالما أن الممثلة السعودية غائبة عن المشهد الدرامي"، بمثل هذا الكلام يعلل المنتج والممثل السعودي سعد خضر، المستوى الضعيف الذي تظهر فيه المسلسلات السعودية مقارنة بنظيراتها الخليجية والعربية. ويضيف ل"الحياة": "ليس هذا، السبب الوحيد، لكنه مهم. فالممثلة السعودية لن تقلقها اللهجة وهي تؤدي دورها، إضافة إلى أنها ستكون الأقدر على تجسيد أدوار المرأة السعودية، لأنها الأقرب إليها والأعرف بها من غيرها، ما قد يؤثر جلياً في مستوى الأعمال السعودية". يعد سعد خضر أقدم الممثلين السعوديين، إضافة إلى أنه متفرغ للتمثيل والكتابة والإنتاج، ومع ذلك فهو يقول: "لا أنصح باحتراف التمثيل في السعودية، لأنه لم يصبح مهنة بعد، فالإنتاج المحلي لا يشكل أكثر من حضور خجول فقط، ولا يوفر مستقبلاً آمناً للعاملين على تواجده"! كلام خِضر ربما كان صحيحاً في وقت مضى، إذ إن النظر إلى المسلسلات السعودية التي تنتظر العرض على شاشات الفضائيات في رمضان المقبل، قد تغير وجهة نظره تلك. مسلسل "الأرملة" الذي كتبه وأنتجه خضر ولعب دور بطولة فيه، "سوالف حريم"، "خارطة أم راكان"، "عمارة الأسرار"، "أبو العصافير" والجزء ال12 من "طاش ما طاش" اعتبرتها الصحف المحلية أهم المسلسلات التي أنتجتها شركات سعودية هذا العام، وربما ستشكل حيرة للقائمين على اختيار المسلسلات التي ستعرض في القنوات الخليجية في رمضان المقبل، خصوصاً التلفزيون السعودي - القناة الأولى. "خارطة أم راكان" و"سوالف حريم" خرجا من المنافسة بعد ضمانهما نسبة عالية الحضور في موسم المسلسلات العربية. فالأول من اخراج السعودي عامر الحمود الذي يتواجد سنوياً على القناة الأولى في شكل حصري في شهر رمضان حتى بعد اختلافه مع منتجَيْ وبطليْ "طاش"، ناصر القصبي وعبدالله السدحان، واختيار المخرج السعودي عبدالخالق الغانم خلفاً له، وهو شكل ثنائياً مع زوجته ليلى الهلالي التي تكتب معظم ما ينتج من مسلسلات لأكثر من خمس سنوات مضت، محققين "نجاحاً" لم يقف عند حد المشاهدين السعوديين فقط، بل امتد ليتكلل بتحقيق الجائزتين السعوديتين الوحيدتين في مجال الدراما في مهرجان الخليج الثامن للإذاعة والتلفزيون عن تمثيلية "حالة خاصة" ومسلسل "نورة"، مطلع العام الجاري. الاحتكار ممنوع كما أن "سوالف حريم" سيعرض على شاشة mbc في رمضان أيضاً، في حين لم يتأكد بعد امكان عرضه على التلفزيون السعودي. منتج المسلسل وبطله الممثل السعودي حسن عسيري قال: "الشخصية التي أجسدها، يعقوب، لا تشبه الحاج متولي، ففكرة الزواج من أربع ليست حكراً على أحد"، وعلى رغم ما قاله عسيري، فإن ذلك لا يمنع أن هذه الفكرة قد تسهم في رفع اسهم المسلسل على حساب مسلسلات أخرى، إضافة إلى تواجد أسماء معروفة كيونس شلبي وزينب العسكري وغيرهما من دول عربية عدة. تساؤلات قد يكون من الصعب عرض كل تلك المسلسلات الستة على القناة الأولى السعودية في رمضان، لكن غياب "عمارة الأسرار" لمخرج مسلسل "الحاج متولي" المصري محمد النقلي، "سيطرح أسئلة، في ظل تألق شركة جديرة السعودية المنتجة للمسلسل في آخر عملين أنتجتهما - "دمعة عمر" و"طعم الأيام"، إضافة إلى أن المسلسل يضم مجموعة من ممثلين مصريين إلى جانب خليجيين وسعوديين معروفين وذوي باع في مجال الدراما، كما يعد اضخم إنتاج لجديرة"، بحسب ما قال ل"الحياة" الممثل السعودي سعيد قريش الذي يلعب أحد أدوار البطولة في "عمارة الأسرار". وربما يكون إقصاء مسلسلي "الأرملة" و"أبو العصافير" من اللائحة الرمضانية هذا العام، الأرجح، على رغم أن الأخير الذي ينتجه ويلعب أدوار البطولة فيه الممثل السعودي خالد سامي "لا يقل عن المسلسلات السعودية الأخرى، خصوصاً أنه الوحيد الذي يشارك فيه بطلا "طاش"، القصبي والسدحان، هذا العام خارج حلقات مسلسلهما"، كما يقول الفنان السعودي إبراهيم الحساوي الذي يشارك كضيف شرف في المسلسل أيضاً. عدوى الإنتاج انتقلت بسرعة إلى الممثلين والمخرجين السعوديين، بعد نجاح القصبي والسدحان في "طاش"، إذ وجدوا فيه السبيل الأسرع للعب أدوار البطولة المطلقة أو الإخراج، خصوصاً أن تلك المسلسلات الستة لا تشكل وحدها الإنتاج المحلي للعام الجاري، بل هناك ما عرض وما قد يعرض بعد رمضان، لكن ارتفاع نسبة الإنتاج تلك - التي قد توفر فرصاً أكثر للممثلين السعوديين مستقبلاً - تقود إلى سؤال أهم: هل ستختلف قيمة الإنتاج السعودي الفنية في ظل هذا "الزخم"؟ قد يتبين الجواب، في رمضان المقبل على الأقل، على رغم أن الكثير يعتقد أن كم الإنتاج المحلي لا يزال بعيداً جداً من نسبة الاستهلاك على مستوى المشاهد السعودي فقط!