حقق الإعلام السعودي العديد من النجاحات خلال العام الماضي، سواء من حيث المشاريع النوعية التي بدأ العمل فيها الحضور الفاعل الذي تحققه الدراما التلفزيونية عبر المحافل العربية، يضاف إليها حسم القضايا المهمة المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية. ومن أهم إنجازات هذا العام العقد الذي وقعه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لإنشاء مراكز إنتاج تلفزيونية وإذاعية في عرعر والجوف ونجران والباحة بقيمة 119 مليون ريال، كما وقع عقد مشروع تحديث استوديو الإنتاج (أ) في مركز تلفزيون الرياض بمبلغ إجمالي قدره 25 مليون ريال، فيما يهدف تطوير استديوهات الرياض لدعم الخطط الإنتاجية للقنوات المتعددة في التلفزيون السعودي. ومن الأحداث التي شهدتها الساحة الدرامية السعودية إعلان لجنة النظر في المخالفات لدى وزارة الثقافة والإعلام، والتي قضت بحسم الجدل الدائر بين المخرج عامر الحمود والفنانين عبد الله السدحان وناصر القصبي حول الحقوق الفكرية لمسلسل (طاش ما طاش)، فصدر قرارها بتغريم السدحان والقصبي مبلغ 1.3 مليون ريال، نظير السنوات التي تم فيها استغلال المسلسل لمصلحتهما دون أخذ موافقة خطية من صاحبه الحمود، ما يعني أن المشاهد لن يرى أي عمل جديد لهما مع أخذ تعهدهما بعدم إنتاج المسلسل الكوميدي مستقبلا بعد الجزء ال 16 باسم (طاش ما طاش) أو (طاش كذا)، واختيار اسم آخر لهما لحفظ حقوق هذا المسمى (طاش ما طاش) إلا بموافقة خطية من عامر الحمود، فيما تشير المصادر إلى أن الأخير تلقى عروضا من العديد من الفضائيات للحصول على حقوق المسمى الشهير لإنتاج أعمال جديدة، الحمود أشار أن حسم القضية لصالحه هو انتصار الحقوق الملكية الفكرية والأدبية في المملكة. وفيما يتعلق بالجوائز التي تحققت للدراما المحلية في المحافل العربية، فكان هذا العام حافلا بالعديد منها، وفي مقدمتها ما حصده المنتج والفنان حسن عسيري، فقد فاز مسلسله «أسوار 3» بجائزة تقديرية في فعاليات مهرجان الأردن الأول للإعلام العربي، الذي أقيم أخيرا، فيما واصل العسيري أو (عراب) الدراما العربية أكبر المنتجين لها على المستوى الوطن العربي في عام (2010) تحقيق إنجازاته، مؤكدا حضوره في أكثر من محطة خلال 2010، منها تلك المحطة التي استهل بها هذا العام وهي انتهاء إنتاج مسلسل أيام السراب كأول (سوب أوبرا) عربي، وبالتالي جاء هذا العمل كخطوة ريادية جديدة ومتميزة، وحصل بموجبها على الأسبقية في إنتاج أول عمل درامي من هذه النوعية من الأعمال، ولم يجاريه في تحقيق هذا الأمر العديد من الدول التي تعرف على أنها الرائدة في مجال الدراما العربية مثل مصر وسورية ولبنان، والتي سبقت بمراحل زمنية متقدمة «السعودية» في إنتاج الأعمال الدرامية التلفزيونية، فيما حقق العسيري عام 2010 جرأة ملفتة عبر مسلسله «بيني وبينك 4» والذي عرض في رمضان الماضي، بعد أن قفز فوق خطوط لم تقدم من قبل كان يحرص الفنانين عدم الاقتراب منها، حيث نجح في بلورتها بصورة لافتة ولم تكن متداولة من قبل في الأعمال الكوميدية العربية، في إطار فتح آفاق التجديد والابتكار وطرق أبواب التغيير في الكثير من الأعمال التي نجح في تقديمها، حين استطاع أن يصل إلى خطوط مبتكرة ذات نماذج غير تقليدية، مواكبا للأعمال التي قدمها وما زالت حاضرة في ذاكرة المشاهد مثل (أسوار)، (الملك فاروق)، (الغروب الأخير)، و(سوالف حريم) وغيرها من الأعمال التي تؤكد استمراريته. فيما حصدت القناة الأولى في التلفزيون السعودي في مهرجان الأردن للإعلام العربي الجائزة الذهبية في مسابقة الأعمال التلفزيونية (الألعاب والمسابقات) عبر عمل (عيش صحاري)، إضافة لجائزة خاصة من خلال المسلسل الكوميدي (مزحة برزحة).