قتل امس تسعة عسكريين اميركيين في سقوط طائرة مروحية من طراز "بلاك هوك" قرب الفلوجة حيث تشتد اعمال المقاومة، في حين قتل جندي وجرح 34 آخرون في هجوم بقذائف الهاون استهدف قاعدة عسكرية الى الغرب من بغداد ليل الاربعاء الخميس، وشنت القوات الاميركية حملة اعتقالات واسعة في كركوك شملت عشرات الاشخاص. اعلن الجنرال مارك كيميت، مساعد قائد القوات الاميركية في العراق، ان تسعة عسكريين قتلوا عندما تحطمت مروحية عسكرية اميركية من نوع "بلاك هوك" اثناء هبوطها اضطراريا بالقرب من قرية الفلوجة العراقية، غرب بغداد. وقال الجنرال كيميت ان المروحية سقطت وعلى متنها تسعة اشخاص و"لم ينج احد". واضاف خلال مؤتمر صحافي "ننطلق من فرضية انهم كانوا جميعا جنوداً اميركيين". وكانت ناطقة باسم الجيش الاميركي اعلنت قبيل ذلك ان "مروحية هبطت اضطراريا قرب الفلوجة وكان على متنها ثمانية اشخاص قتلوا جميعا" مضيفة ان الطائرة كانت في مهمة اجلاء طبية عندما سقطت، لكنها لم تستطع نفي او تأكيد ما ا ذا كانت اصيبت بنيران معادية. وهذا الحادث هو أكثر حوادث طائرات الهليكوبتر الاميركية دموية في العراق منذ 15 تشرين الثاني نوفمبر عندما اصطدمت طائرتا هليكوبتر من الطراز نفسه اثناء اطلاق النار عليهما في الموصل وقتل فيهما 17 جندياً. وفي الحادث الذي وقع في الثاني من كانون الثاني يناير اطلق مقاومون النار على هليكوبتر تستخدم في اعمال المراقبة من طراز "او اتش - 58" في وسط العراق مما ادى الى مقتل طيار واصابة اخر بجروح. وكان ناطق عسكري اميركي اعلن مقتل جندي واصابة 34 آخرين بجروح في هجوم بقذائف الهاون على قاعدة نقل وامداد اميركية غربي بغداد سقط بعضها قرب عنابر النوم مما ادى الى تطاير الشظايا وزجاج النوافذ عبر مساحة كبيرة. واوضح الناطق ان ما لا يقل عن ست قذائف سقطت على القاعدة وان الجنود المصابين تلقوا الاسعافات الاولية في موقع الحادث ثم نقلوا لتلقي المزيد من العلاج، وقد عاد بعضهم الى عمله. لكنه لم يفصح عن مدى خطورة اصابات الاخرين. وذكر ان الجنود الجرحى ينتمون الى كتيبة الصيانة 541 التابعة للقيادة الثالثة لدعم الاسلحة. وفي بعقوبة، اكد مسؤول في الدفاع المدني العراقي ان رجاله عثروا امس على تسعة اجسام خشبية صنعت على شكل عبوات ناسفة وزرعت في اماكن مختلفة من المدينة 60 كلم شمال شرق بغداد بهدف ترويع المدنيين. وقال آمر الدفاع المدني في بعقوبة النقيب صبري سالار ان "اخبارية وصلتنا صباح اليوم باكتشاف تسع عبوات ناسفة في شتى ارجاء المدينة وفي الاماكن المزدحمة منها مما دفعنا الى اغلاق الطرق واستدعاء قوات من الشرطة وقوات اميركية". واضاف انه "عند ذهابنا الى تلك المواقع من اجل ابطال مفعولها تبين انها مصنوعة من الخشب ومزيفة على الرغم من وجود اسلاك قربها وجهاز تحكم عن بعد". واوضح سالار ان "المثير في الامر ان جميع هذه العبوات زرع في اماكن بعيدة عن مرور قوافل القوات الاميركية"، موضحا ان واحدة منها "زرعت قرب احدى مدارس البنات بهدف ترويع الناس المدنيين وتخويفهم والتأثير على سير حياتهم اليومية واحداث ارباك في المدينة". حملة اعتقالات في كركوك وفي كركوك، شنت القوات الاميركية حملة اعتقالات واسعة ليل الاربعاء الخميس شملت العشرات من الافراد. وقال قائد الشرطة في المدينة اللواء تورهان يوسف ان "القوات الاميركية اعتقلت في ساعة متأخرة من ليل اول من امس العشرات من الاشخاص بتهمة حيازة اسلحة غير مرخصة ... وصادرت الكثير من الاسلحة مثل قذائف الار بي جي وقنابل يدوية ورشاشات". واضاف ان "الغاية من اعتقال كل هؤلاء هي الحفاظ على الامن والاستقرار في المدينة". واوضح يوسف ان "سلطة التحالف في العراق اوعزت لشرطة كركوك باعادة تنظيم الشرطة واقصاء كل من تثبت عليه ميوله تجاه الاحزاب سواء كانت كردية او عربية او تركمانية او كلدواشورية". وتابع ان قوات الشرطة "يجب ان تبقى مستقلة هدفها خدمة المواطنين دون اي تمييز". وتشهد المدينة توتراً عرقياً بعد مطالبة ممثلي الاكراد في مجلس الحكم الانتقالي بالفيدرالية وضم مناطق ذات غالبية كردية الى اقليمهم. وفي بغداد، قالت الشرطة العراقية ان مواطنا عراقيا اصيب بجروح امس اثر انفجار عبوة ناسفة في وسط المدينة. واضافت ان المدني جرح عندما اصطدمت السيارة التي كان يقودها في منطقة المثنى بعبوة ناسفة زرعت على حافة الطريق فانفجرت". غير قائد الشرطة العراقية وكيل وزارة الداخلية احمد كاظم ابراهيم اعتبر امس ان الهجمات التي تستهدف قوات التحالف والشرطة في بغداد انخفضت بنسبة 70 في المئة مقارنة بما كانت عليه، ما ادى الى رفع بعض الحواجز وفتح الطرق. ونقلت صحيفة "الصباح" الناطقة باسم شبكة الاعلام العراقي التي يشرف عليها التحالف عن ابراهيم ان "نسبة الجرائم والاعمال الارهابية انخفضت سبعين في المئة بغداد مما ادى الى رفع بعض الحواجز وفتح بعض الطرق التي كانت مغلقة لاسباب امنية". واضاف ان "الجريمة بدأت تنحسر في بغداد نتيجة تحسن الوضع المعيشي لفئات متعددة من المجتمع والقاء القبض على عدد كبير من العصابات الاجرامية ... واسهام المواطنين بالابلاغ عن البؤر والعناصر المشبوهة". واوضح ابراهيم ان مجلس الحكم ووزير الداخلية يقدمان "دعما كبيرا للشرطة العراقية في تحسين الوضع المعيشي لعناصرها وتجهيزهم بالاليات والاسلحة الحديثة وترقية بعض الضباط والمراتب المتميزين الى رتب اعلى تقديرا لما قاموا به في مطاردة الجريمة والارهاب".