أكد الرئيس بشار الاسد ان العلاقات السورية - التركية تشهد "تطوراً دراماتيكياً" عبر حصول "خطوات كبيرة في زمن قصير جداً"، لافتاً إلى انه قال في لقاءاته مع كبار المسؤولين الاتراك: "اننا لا نريد رؤية حدود بيننا" تشكل عقبة امام تطوير العلاقات. في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في حديث ل"الحياة" الى "استئناف التنسيق الثلاثي" بين سورية وتركيا وايران في شأن الوضع في العراق لأن ذلك "يعطي مؤشراً أقوى باتجاه رفض تقسيم العراق والحفاظ على وحدة أراضيه وسلامتها، ورفع المعاناة عن الشعب العراقي". وقال الشرع ردا على سؤال ان لدى دمشق وطهران وانقرة "هواجساً مشتركة. هذه الدول الثلاث تريد العراق موحداً وآمناً ومستقلاً. التفكير بتقسيمه او تجزئته ليسهل ابتلاعه وادارته، هذا مرفوض من هذه الدول، كما لمسنا" خلال محادثات الرئيس الاسد مع المسؤولين الاتراك، مشيراً إلى ان "الاتصالات الثلاثية ليست موجهة ضد احد، بل هي لمصلحة دول وشعوب المنطقة والعراقيين". وسألته "الحياة" اذا كان هناك قلق من هذه الدول من احتمال انتقال الفوضى ومجموعات ارهابية اليها عبر الحدود، فأجاب وزير الخارجية السوري: "كل شيء ممكن"، مؤكداً ان التنسيق الثلاثي "ليس موجهاً ضد احد بل من اجل سلام المنطقة وامنها. ومن يعتقد انه موجه ضده يضع نفسه في المكان الخطأ". وكان الاسد وصل فجر امس الى اسطنبول حيث زار وعقيلته السيدة اسماء مقر البورصة لتأكيد "الافادة من الخبرة التركية في مجال سوق الاوراق المالية" الذي تنوي سورية اقامته وفي "المجال المصرفي بعد فتح اول مصرف خاص منذ ستينات القرن الماضي قبل اربعة ايام"، ثم عاد الى مقر اقامته في قصر تشيرغان ليجتمع بوفد من رجال الاعمال في حضور وزير السياحة الدكتور سعد الله اغه القلعة، قبل لقائه عددا من كبار الصحافيين. وبدا ان الجانب التركي "يتطلع" الى اقامة منطقة تجارة حرة مع سورية والى مساهمة الشركات التركية في مشاريع البنية التحتية والفوز في المناقصات العالمية و"اقامة مناطق حدودية لتنشيط التجارة الحدودية" و"توقيع اتفاق للتعاون المصرفي" وازالة "كل العقبات امام الاستثمار وحركة رجال الاعمال على جانبي الحدود"، ذلك بعد التوقيع على اتفاقي حماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي. وقال وزير الدولة التركي كوسرت توزمان "ان المستقبل المشرق سيدفعنا الى امام، ولم يبق الا العمل والعمل"، اذ ان "التعاون بيننا يساهم في تحقيق الثقة والاستقرار والسلام في المنطقة"، لافتا الى ان وجود الاسد في تركيا "اكبر مؤشر الى نجاح الاستراتيجية المشتركة"، والى ان العام الجاري سيشهد ارتفاع قيمة التبادل التجاري من 800 مليون دولار الى بليوني دولار. وقال: "بعد تطهير المناطق الحدودية من الالغام ستكون الاراضي صالحة للاستثمار واقامة مشاريع زراعية مشتركة ستكون هذه المنطقة سلة لانتاج الحبوب والخضار لتصديرها الى اوروبا". من جهته، قال الاسد ان العلاقات السورية - التركية تشهد "تطوراً دراماتيكياً. خطوات كبيرة في زمن قصير جداً" تم التعبير عنها بالاتفاقات الامنية والاقتصادية والتجارية بين البلدين. وقال: "كثيراً نحن السياسيين ما ننسى الاقتصاد بالمعنى المباشر"، لافتاً الى "التاريخ المشترك والمصالح المتبادلة" تجمع بين الطرفين. وقال: "قبل وصولي بيوم واحد، بدا الجيش التركي بنزع الالغام على الحدود. هذه مساحات واسعة للزراعة يمكن ان تنتج محاصيل وتشكل استقراراً أمنياً". وأكد ان سورية "تقوم بعملية تطوير للبنية التحتية، وهي بلد واعد اقتصادياً"، وأمل ان تصبح "عقدة الربط" بين الشرق بالغرب وبين تركيا والعالم العربي، خصوصا في الغاز والطاقة.