فيما عبرت تركيا عن قلقها من انتهاء الولاياتالمتحدة من تجهيز قاعدة عسكرية شمال شرق سورية، قرب الحدود التركية ، قلل المحلل العسكري اللبناني، إلياس حنّا، من هذه المخاوف، مشيرا إلى أن الغرض الأساسي من إنشاء هذه القاعدة هو استخدامها ضد تنظيم داعش في سورية والعراق. وكانت تقارير أكدت انتهاء الولاياتالمتحدة من تجهيز قاعدة عسكرية في منطقة أبوحجر جنوب رميلان، الواقعة في ريف الحسكة، لافتة إلى أن القاعدة ستستقبل مروحيات وطائرات شحن وعتاد وذخائر، إضافة إلى عشرات الخبراء العسكريين، كما ستكون القاعدة مقرا للقوات الخاصة. بعيدة عن خط التماس وأشار حنا إلى أن منطقة الحسكة السورية، بعيدة عن خط التماس في سورية، لذلك تم اختيارها منطقة قيادة أساسية مهمة لإدارة العمليات الأميركية، لافتا إلى أن هذا الإجراء جاء بعد استفسارات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول من يقاتل على الأرض في سورية، ومبينا أن هذه القاعدة ستسهم في جمع المعلومات والاستعلام والتكتيك الذي يقوم به خبراء عسكريون أميركيون، يحللون ويديرون ويوجهون القصف الجوي ضد "داعش". وقال حنا، إن البنتاجون أقام قاعدة رميلان لتكون قادرة على إدارة الصراع هناك وقتال "داعش"، من أجل الانطلاق إلى مرحلة جديدة قائمة على الحل السياسي. وعن أسباب قلق تركيا من القاعدة، قال حنا، إن تركيا تتخوف من مساعدة واشنطن غير المباشرة للأكراد، لذلك تدفع تركيا نحو إقامة منطقة عازلة خالية من "داعش"، كما أن بعض المعلومات تتحدث عن قيام قوى عسكرية تركية بنزع الألغام من مناطق حدودية خاضعة لسيطرة داعش، وهناك قصف تركي متكرر لمواقع التنظيم، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الانفجار الذي حصل في إسطنبول أخيرا جاء ردا من "داعش" على السياسة التركية. اجتماعات مشتركة وكشف حنا أن هناك اجتماعات تركية أميركية روسية لتنسيق الأمر على الأرض، مما يخول تركيا لاحقا القيام بهجوم بري لإنشاء المنطقة العازلة، مع الالتزام بالشرط الروسي، وهو عدم وصول المنطقة العازلة إلى البحر، مشيرا إلى أن ذلك يتجانس مع الدور المنوط بالقاعدة الأميركية في رميلان. وأضاف أن وجود قاعدة رميلان، لا يعني وجود قوات أميركية كبيرة أسوة بما حدث في الصومالوالعراق، لأن الرئيس أوباما لن يكرر ما حدث في العراق مع قرب انتهاء ولايته الرئاسية، كما أن الولاياتالمتحدة لن تجازف بالذهاب إلى حرب مع روسيا. ولفت إلى أن تطورات الأحداث بسورية، في ظل وجود قوى عسكرية متعددة هناك، تشير إلى تطبيق الحل السياسي خلال قرار مجلس الأمن 2254 بعد انتهاء المعارك على الأرض، والدليل على ذلك التفاهم الروسي – الأميركي غير المعلن بعد صدور القرار الأممي بالإجماع، دون ذكر نظام الأسد ومصيره.