بينما تعهد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أول من أمس، بتدمير مناطق نفوذ الأكراد في المناطق السورية، وصفت إيران في بيان لوزارة الخارجية، قرارا أميركيا بتشكيل قوة أمنية حدودية في الشمال السوري، بأنه يعد تدخلا سافرا في شؤون الدول، في حين سخر نشطاء من التدخل الإيراني في سورية طوال 7 سنوات، عبر تدفق الميليشيات الإرهابية، وتزويد النظام السوري بالأسلحة والإيرادات المالية. وكان المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، العقيد ريان ديلون، أكد أن قيادة التحالف تعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية في الشمال السوري، قوامها 30 ألف مسلح، بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية «قسد»، التي ترى أنقرة أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور.
الضغط على الأسد دعا كبير مفاوضي المعارضة السورية، نصر الحريري، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وزعماء الاتحاد الأوروبي، إلى زيادة الضغط على رأس النظام السوري، بشار الأسد، وحلفائه، للعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. وقال الحريري «إن دماء المدنيين ستظل تراق في سورية ما لم تكثف الولاياتالمتحدة وقوى الاتحاد الأوروبي من الضغط على الأسد وحلفائه في روسياوإيران».
قلق مشترك يرى خبراء في الشأن الإقليمي، أن أنقرة باتت متخوفة أيضا من الحزام الأمني الوليد قرب حدودها الجنوبية، مما يعني وجود مخطط لإقامة دولة كردية مستقلة عقب تشكيل نواتها العسكرية، ووجود مساع دبلوماسية للاعتراف بها، وإن كان التحرك العسكري التركي في منطقة عفرين ومنبج قد يعوق هذه الفكرة. وتقع المدينتان في مناطق خاضعة لوحدات «حماية الشعب» الكردية التي تعد العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية «قسد»، وتعدها أنقرة مرتبطة بالمتمردين الأكراد في تركيا.
رد روسيا ردت روسيا على القوة الحدودية، بأنها سعي من واشنطن إلى تقسيم سورية، مما يعني وجود مخاوف ثلاثية مشتركة من هذه الخطوة، خاصة في ظل قرب انطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري في روسيا نهاية العام الحالي، ومحاولة النظام السوري كسب نفوذ ميداني في محافظة إدلب، لكسر تقدم قوى المعارضة. وبحسب مراقبين، ستكون القوة التي تسعى واشنطن إلى تشكيلها على امتداد الحدود مع تركيا والعراق وداخل سورية، على امتداد نهر الفرات الذي يفصل غالب أراضي قوات سورية الديمقراطية عن تلك الأراضي التي يسيطر عليها نظام الأسد والميليشيات التابعة له.
ملامح القوة الكردية 01 قوامها 30 ألف مسلح 02 تمتد بموازاة الحدود مع تركيا والعراق 03 على امتداد نهر الفرات داخل سورية 04 تتعاون مع قوات سورية الديمقراطية