خطت ايران خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات مع مصر امس، بعدما طلبت الحكومة من بلدية طهران تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي، قاتل الرئيس انور السادات الى محمد الدرة الطفل الفلسطيني الذي قضى بين يدي والده برصاص الجيش الاسرائيلي بعيد اندلاع الانتفاضة الثانية العام 2000. في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ان توقيع الرئيس المصري الراحل اتفاقات كامب ديفيد مع اسرائيل "مشكلة اصبحت من الماضي" بين القاهرةوطهران. ونقلت "وكالة الجمهورية الاسلامية" الايرانية الرسمية عن ماهر ان طهرانوالقاهرة تعملان من اجل المصالحة، و"لن تكون اثارة مشكلة كامب ديفيد مثمرة لانها لم تعد قائمة وأصبحت من الماضي". وقال الوزير المصري ان "هناك تغييرات كبيرة. واعتقد بأن هذه القضية انتهت بين ايران ومصر. وما هو قائم اليوم هو الاهتمام بتعاون بين مصر وايران". واضاف: "ليس هناك أي سبب أيضاً للتوقف هنا في مجال التقارب بسبب ما لم يعد موجوداً وينتمي الى الماضي". وكان الرئيسان الايراني محمد خاتمي والمصري حسني مبارك التقيا للمرة الاولى في جنيف في العاشر من كانون الاول ديسمبر. ووصف ماهر اللقاء بأنه "لحظة مهمة في عملية تقارب طبيعية"، مؤكداً أن القادة الايرانيين والمصريين يلاحظون في كل لقاء بينهم "اتفاقاً في وجهات النظر في شأن عدد كبير من المسائل". ومن جهته، قال الناطق باسم الحكومة الايرانية عبدالله رمضان زاده انه "من الطبيعي ان يرتفع مستوى العلاقات عندما يعلن بلدان انهما مهتمان، وان الوقت حان لكي يقوما بذلك". واضاف ان "الهدف يكمن في اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة بين البلدين وتجسيدها يكون عبر تبادل السفراء. لا اقول انها ستكون المرحلة الأولى وإنما هي الهدف". وفي خطوة تسهل الوصول الى هذا الهدف، اكد مسؤول رفيع المستوى في بلدية طهران ان الحكومة الايرانية طلبت من البلدية امس تغيير اسم شارع الاسلامبولي. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن هذا المسؤول الذي رفض كشف اسمه: "سنبحث اليوم الثلثاء في رسالة الناطق باسم الحكومة حميد رضا آصفي عن تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي الى شارع محمد الدرة". واضاف: "بعد البحث، سترفع القضية الى لجنة مختصة بتغيير الاسماء وإذا وافقت على ذلك، ستنقل المسألة برمتها الى المجلس البلدي للتصويت عليه بشكل نهائي". وقال مصدر اخر في المجلس البلدي ان المسألة قد تنتهي اليوم. واطلقت القيادة الايرانية اسم قاتل السادات على احد شوارع طهران تكريما له، كما ان هناك جدارية تعتبر الاسلامبولي "شهيداً". وتشدد مصر على تغيير اسم الشارع كشرط لا بد منه لعودة العلاقات المقطوعة مع ايران منذ 24 عاماً.