تابع رئيس قسم المباحث الجنائية العقيد الياس سعادة أمس تحقيقاته في حادثة تحطم طائرة "بوينغ 727" في كوتونو، في اشراف النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم، لتحديد المسؤوليات عن الحادث الذي أودى بحياة نحو مئة لبناني. وفي حين أكد عضوم انه لا يزال ينتظر ورود اوراق رسمية عن ملكية الطائرة وملكية شركة UTA من السلطات الغينية عبر الانتربول او وزارة النقل او أي مصدر رسمي آخر، استمع سعادة الى افادة رئيس دائرة الاستثمار في مطار بيروت الدولي زياد البابا عن طبيعة القرارات التي اتخذها في شأن السماح للطائرات بالسفر خصوصاً ما يتعلق بالطائرة المنكوبة، وكيفية السماح لها بتسيير رحلات جوية على رغم عدم مطابقتها الشروط الفنية. وأفادت مصادر التحقيق بأن السماح للطائرة استند الى شهادات فنية اعدتها السلطات الفنية في غينيا وأبلغت الى السلطات اللبنانية. واستمع سعادة الى افادة احد مالكي الطائرة أحمد خازم الممنوع من مغادرة الاراضي اللبنانية حتى انتهاء التحقيق. وتركز التحقيق معه على مدى صدقية الشهادات الفنية ومدى مطابقتها للواقع الفني للطائرة. وذكرت مصادر قضائية ان عماد خازم نجل أحمد خازم توجه الى لبنان لاجراء مفاوضات مع شركة "لويدز" للتأمين، من أجل دفع التعويضات لعائلات الضحايا والجرحى. ويواصل القضاء تحقيقاته غداً من خلال الاستماع الى افادة مسؤولين عدة في مجال تحديد صلاحية الطائرات للعمل. من ناحية ثانية، عاد الخبير الدولي في تعريف الهوية فؤاد أيوب على متن الطائرة الخاصة لرئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، يرافقه أحد مساعديه وأحد انسباء رباح حلواني الذي قضى في حادث الطائرة المنكوبة والذي لم يتم التعرف على جثته حتى الآن، فيما بقي الخبير الفني في الطيران المدني المهندس حاتم ذبيان في كوتونو لمواكبة التحقيقات الفنية. وقال أيوب في المطار: "لا تزال في المشرحة المركزية في بنين تسع جثث يعتقد أن خمساً منها تعود للبنانيين، فيما الجثث الأربع الباقية تعود لأفريقيين"، موضحاً أن "البحث لا يزال جارياً عن جثة الطفل عباس عبدالمجيد حجازي التي لم يلفظها البحر حتى الآن". وأضاف: "تأكدنا في هذه المهمة من هوية جاد مقبل الذي قضى في حادث الطائرة من خلال فحص أسنانه ومن خلال علامات العلاج الموجودة عليها والمثبتة بوثائق طبية من طبيبه. بعدها أخذنا عينات من تسع جثث أعتقد أن خمساً منها قد تكون عائدة للبنانيين، أما الأربعة الباقية فهي لأفريقيين، وقد كشفنا عليها ضمن اطار محاولة لمساعدة السلطات البينينية على التعرف على جثث مواطنيها المجهولي الهوية حتى الآن، وذلك بطلب ومبادرة انسانية من الرئيس الحريري". وأضاف: "سأنقل هذه العينات الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لتسليمها الى الأخصائي في علم الوراثة الدكتور بيار زلوعة الذي سيجري الفحوصات المخبرية الخاصة واللازمة لذلك. وأعتقد أن ذلك سيستغرق بين أسبوع وعشرة أيام". ورداً على سؤال قال: "أعتقد، وحسب المصادر التي اطلعتنا على ذلك، أن عدد الجثث الموجودة هناك يتطابق مع عدد المفقودين، باستثناء جثة الطفل حجازي". وفي هذا الاطار، وصلت الى بيروت بعد ظهر اليوم جثة جاد مقبل الذي قضى في حادث تحطم الطائرة في كوتونو، في طائرة "اير فرانس" عبر باريس. ونقلت سيارة تابعة للصليب الاحمر اللبناني الجثة من المطار بمواكبة قوى الأمن الداخلي، حيث سُلمت الى ذويه في مستشفى الرسول الأعظم على أن يوارى الثرى في مسقط رأسه مجدل ترشيش اليوم. لفتة انسانية الى ذلك وفي خطوة انسانية لافتة اقدم زهير فضّول والد الضحية ميكايل فضّول الذي قضى في حادث تحطم الطائرة مع زوجته ريتا وثلاثة من الاقارب على تحويل شيك بقيمة 15 ألف يورو كانت تسلمه من مجموعة مصرف "سوسيتيه جنرال فرنسا" كبدل اكاليل بصفته يحمل الجنسية الفرنسية اضافة الى الجنسية اللبنانية، الى مؤسسات الامام الصدر لمساعدة الاطفال الايتام والمحتاجين. وفي المواقف، سأل النائب محمد عبد الحميد بيضون "لماذا لم تصدر السلطات المختصة بيانات تحذير الى لبنانيين من الطائرة التي سقطت في كوتونو طالما ان لدى هذه السلطات معلومات تشير الى ان الطائرة تشوبها عيوب؟". ورأى ان "حادث الطائرة كشف غياب سياسة اغترابية للبنان الذي لا يزال ينظر الى المغتربين كمصدر للتحويلات فقط لا كمواطنين لهم حقوق اساسية ومنها حماية الارواح والارزاق ورعايتها".