شهدت مدينة موستار جنوب البوسنة خطوة جديدة لتوحيدها بعدما قسمتها الحرب الى شطرين شرقي كرواتي وغربي مسلم منذ 1993. وبعد اشهر على اعادة بناء الجسر الذي يصل شطريها فوق نهر نيريتفان قرر المسؤول الدولي الأعلى في البوسنة بادي اشداون اعادة توحيد موستار ادارياً. ويقضي القرار الدولي الذي رحبت به واشنطن بإعادة الوضع في موستار الى ما كان عليه قبل الحرب، باستحداث مجلس بلدي واحد فيها بعدما كانت مقسمة الى ست بلديات، على ان يسري مفعول القرار بعد الانتخابات البلدية في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وسيكون لموستار بموجب الوضع الجديد مجلس بلدي واحد يتألف من 35 عضواً في مقابل 194 عضواً خلال فترة التقسيم. وينص قرار اشداون على ان تتمثل المجموعتان الرئيسيتان المسلمون والكروات في المجلس البلدي بعدد متساو من المسؤولين، وأن يكون للمجموعات السكانية الأخرى في موستار وخصوصاً الصرب، ممثلون ايضاً في المجلس. ورحب المسلمون البوشناق بتوحيد موستار. واعتبره "الحزب من اجل البوسنة - الهرسك" الذي يتزعمه حارث سيلايجيتش "انجازاً تاريخياً يريح سكان المدينة من الأعراق كافة الذين كانوا رمزاً للثقة والتعايش عبر التاريخ". لكن الناطق باسم "حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي في البوسنة" وهو اكبر الأحزاب الكرواتية المتشددة يوسيب ميرجو اعتبر ان التوحيد "سيئ وغير ديموقراطي، ويتجاهل رغبة السكان الكروات". ويعتبر المراقبون ان توحيد موستار بدأ فعلاً منذ صيف العام الماضي، عندما بوشر بإعادة بناء الجسر الحجري فيها ضمن مشاريع حفظ الآثار التابع لليونسكو وبكلفة حوالى 20 مليون دولار. وكان الكروات دمروا بقذائفهم الجسر في تشرين الثاني نوفمبر 1993 في محاولة، وصفت في حينه، بأنها ترمي الى الفصل الكامل بين المسلمين والكروات والصرب البوسنيين.