أعرب المسؤولون الدوليون في البوسنة عن قلقهم ازاء استمرار الكروات في احراق المنازل التي هجرها أصحابها الصرب في مدينة درفار التي يسيطرون عليها غرب الاتحاد الفيديرالي البوسني. ورأى المسؤولون الدوليون ان التخريب الذي يطال الممتلكات الصربية يرقى الى التطهير العرقي الذي مارسه الكروات ضد المسلمين في الشطر الغربي من موستار البوسنية. ونقل تلفزيون بانيالوكا أمس الأربعاء عن الناطق باسم الشرطة الدولية في شمال غربي البوسنة ألون روبرتس ان "التحقيقات اثبتت ضلوع الشرطة المحلية الكرواتية في التصرفات التي تهدف منع الصرب من العودة الى ديارهم في درفار". وأشار الى أنه تم تحذير مدير الأمن الكرواتي في المدينة من مغبة تجاهل نصائح المسؤولين الدوليين. ووصف روبرتس الممارسات الجارية ضد الصرب في درفار بأنها "تمنع تنفيذ اتفاق دايتون وتعرقل مساعي العملية السلمية خصوصاً وأن أشخاصاً يرتدون زي مجلس الدفاع الكرواتي قوات الكروات البوسنيين شوهدوا يعتدون على الصرب العائدين الى منازلهم". من جانبها، أفادت الناطقة باسم منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ييلينا نوفيكوف "ان الكروات مستمرون في احراق بيوت الصرب". وأضافت ان هذه الممارسات "أسفرت خلال النصف الأول من الشهر الجاري عن تدمير 14 منزلاً". وتبعد درفار عن ساراييفو نحو 250 كيلومتراً ويعني اسمها "الخشّاب" اعتماداً على الغابات المحيطة بها وتحاذي كرايينا الكرواتية وكانت تسمى في عهد يوغوسلافيا السابقة "تيتوف درفار" درفار التيتوية نسبة الى الزعيم الشيوعي السابق. وبلغ عدد سكانها حسب احصاء 1991 حوالى 17 ألف نسمة يشكل الصرب 97 في المئة منهم و2 في المئة مسلمون وواحد في المئة كروات 170 شخصاً وسيطرت عليها قوات مشتركة مسلمة وكرواتية مدعومة من جيش جمهورية كرواتيا النظامي أواخر أيام الحرب البوسنية في تشرين الأول اكتوبر 1995 أثناء مفاوضات اتفاق دايتون ما أدى الى فرار سكانها الصرب الأمر الذي وصف في حينه بأنه "ترتيب للأوضاع بشكل يتلاءم مع الخرائط الأميركية لتقسيم البوسنة الى جزءين متساويين تقريباً". وهيمن الكروات بمفردهم على درفار التي نقلوا اليها نحو 4 آلاف كرواتي وأسكنوهم في بيوت الصرب لكن الصرب فازوا بغالبية اعضاء المجلس البلدي للمدينة في الانتخابات المحلية التي اجريت في أيلول سبتمبر الماضي والتي سمح للاجئين بالمشاركة فيها. وفضلت السلطات الكرواتية السماح للصرب المنتخبين بمزاولة مهامهم ما أدى الى مشاكل مع المسؤولين الدوليين الذين يعملون لتنفيذ نتائج الانتخابات المحلية. وهدد نائب المنسق المدني لعملية السلام البوسنية هانز شوماخير لدى زيارته لمدينة درفار أواخر الاسبوع الماضي باتخاذ اجراءات عقابية صارمة ضد المسؤولين الكروات في المدينة والأطراف التي تؤازرهم في البوسنة - الهرسك.