أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية راينر لينغنتال ان الأسير المحرر ستيفان عبد الكريم سميريك "موجود في ألمانيا ويريد البقاء فيها أيضاً". وكانت أنباء ذكرت الخميس ان سميريك رفض البقاء وأصر على التوجه الى لبنان مع رفاقه المحررين، إلا أن اتصالات اجراها "حزب الله" عن طريق الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني في مطار كولونيا أدت الى اقناعه بالتروي وترك موضوع المجيء الى لبنان الى مرحلة لاحقة. لكن لينغنتال نفى وجود نية في هذا الاتجاه لسميريك، مؤكداً انه لا يواجه أي دعوى ضده في ألمانيا. لكن مصادر ألمانية ذكرت ان الجانب الألماني أبلغ سميريك في مطار كولونيا انه توجد دعوى صادرة ضده قبل سنوات بسبب تعاطيه المخدرات تمنعه من مغادرة البلاد. بل ان "موقع "فوكس أونلاين" ذكر ان الاتفاق ينص على سفر سميريك الى لبنان، إلا أنه بسبب خشية السلطات الألمانية من تعرضه الى أذى على يد "حزب الله" للاعتقاد بأنه قدم خلال سجنه معلومات عن الحزب الى اسرائيل أعيد نبش الدعوى ضده بهدف حمايته. لكن أحداً هنا لم يؤكد مثل هذه الرواية، علماً ان اتفاق التبادل كما صدر غير واضح أيضاً لهذه الناحية. وقال لينغنتال رداً على سؤال ل"الحياة": "ان سميريك رجل حر، ولكن عليه أن يتصرف بصورة لا تجعله ينتهك القانون في البلاد". وأضاف: "ان السلطات الأمنية افهمته ذلك بوضوح بعد هبوطه في مطار كولونيا". وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية عن وجود أربعة أسرى محررين عرب قدموا طلبات لجوء الى ألمانيا. وبعد يوم واحد على اطلاق سراحه لم يُعرف مكان تواجد سميريك 32 سنة بعد، علماً انه لا يملك منذ سنوات مكاناً للسكن في ألمانيا، ووالدته تعيش في بريطانيا فيما لا يريد أي علاقة بوالده. وكانت صحف عدة نشرت نبذة عن حياته وما قاله في المقابلة التي أجرتها معه القناة التلفزيونية الألمانية الأولى مطلع الشهر الجاري في سجنه في اسرائيل وأكد فيها انه على استعداد كامل للجهاد حتى الموت. وولد سميريك في براونشفايغ عام 1972 واعتنق الاسلام بعد تعرفه الى عائلة تركية عطفت عليه وعمل لديها في بيع الخضار والفاكهة، ووجد الحنان العائلي الذي افتقده بعد طلاق والديه ومغادرته الى بريطانيا مع والدته التي تزوجت عسكرياً بريطانياً. وبعد فترة عاد سميريك الى ألمانيا حيث عاش متسكعاً لفترة من الوقت وارتكب أعمالاً جرمية قبل أن يلتقي العائلة التركية ويبدأ في الانتباه الى نفسه. وتعرف في هذه الفترة الى فتاة مصرية ورغب في الزواج منها لكن والدها منعها من ذلك قائلاً انها لن تتزوج الا من مسلم. وسمع سميريك من خلال تقربه الى الأوساط الإسلامية ب"حزب الله" وبنجاحاته ضد الاحتلال الاسرائيلي فانبهر به واعتبره "طليعة الاسلام الجذري"، وبدأ في البحث عن ممثليه في ألمانيا فتعرف الى "فهدي شمدر" المسؤول عن "الوحدة الأوروبية" التي تضم نخبة خاصة من أتباع "حزب الله" الأوروبيين بحسب ما تقوله الاستخبارات الألمانية. وأرسل سميريك الى لبنان للحصول على تدريب عسكري حيث اتفق معه لاحقاً على ارساله الى اسرائيل كسائح للكشف عن الأمكنة التي يمكن القيام فيها بعمليات عسكرية. ومع ذلك بقي "حزب الله" مرتاباً فيه بحسب ما ذكرته الاستخبارات الألمانية التي كانت تراقبه وتبلغ الاستخبارات الغربية والاسرائيلية عن تحركاته الى ان قبضت عليه اسرائيل لدى هبوطه في تل أبيب وحكمت عليه بالسجن 10 سنوات قضى منها نحو ست سنوات. وتقول والدته عنه: "كان ينجر دائماً مع الآخرين ويعرض نفسه للإمساك على عكس الآخرين". وفي ما يتعلق بالأسرى العرب المحررين الأربعة الذين رفضوا العودة على الطائرة الى بيروت وقدموا طلبات لجوء لم يكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية لينغنتال هوياتهم، لكنه قال رداً على بعض الأنباء التي ذكرت ان لهم سوابق جرمية في بلدانهم "ان ليس لدى الأجهزة الألمانية معطيات عن ارتكابهم أعمالاً ارهابية أو اجرامية". وعرف منهم الى جانب اللبناني فادي عليّان، أسير سوري كردي الأصل كان فر من الجيش السوري الى اسرائيل فقبض عليه على اعتبار انه جاسوس وزج في السجن.