في الخامسة بعد ظهر اليوم تحط الطائرة الألمانية التي تقل الأسرى المحررين اللبنانيين والعرب على ارض مطار بيروت الدولي، حيث ينتظرهم احتفال رسمي وشعبي يمتد من باحة المطار الى ضاحية بيروتالجنوبية وتحديداً محلة الرويس حيث يقيم لهم "حزب الله" احتفالاً حاشداً يتخلله خطاب لأمينه العام السيد حسن نصر الله من المتوقع ان يحدد فيه موقفاً مهماً. وبحسب الترتيبات المتخذة فإن الرؤساء الثلاثة سيكونون في استقبال الأسرى العائدين الذين يتم ادخالهم الى صالون الشرف للقاء اهاليهم وينقل الأسرى العرب الى احد الفنادق للاستراحة، على ان ينقل الأسرى اللبنانيون بواسطة وسائل نقل مخصصة الى مجمع سيد الشهداء في حارة حريك. ووجهت دعوات الى السفراء العرب للمشاركة في استقبال المطار ودعوتان الى سفيرين اوروبيين كما يشارك وفد ايراني رسمي يترأسه علي اكبر محتشمي. وزينت الطرق المؤدية الى المطار برايات ل"حزب الله" وشعاراته والأعلام اللبنانيةوالفلسطينية وأعلام الدول العربية التي ينتمي إليها المحررون العرب. ووضعت على جوانب الطرق ماكينات حديثة لنثر الورد والياسمين على موكب المحررين. ومن المقرر ان تعزف اوركسترا في مكان الاحتفال نشيد "شمس الحرية" فيما تتولى محطات التلفزة نقل الحدث مباشرة على الهواء. وفي الترتيبات المعلنة لاستقبال جثامين الشهداء غداً الجمعة فإن عملية التسليم ستتم في التاسعة صباحاً عند نقطة الناقورة على الحدود اللبنانية مع اسرائيل ويتم لف النعوش بالأعلام اللبنانية فقط وتنقل في سيارات خاصة. وتقام في العاشرة مراسم استقبال رسمية وشعبية في مقابل مركز القوات الدولية في الناقورة يشارك فيها ممثلون عن الرؤساء الثلاثة وقيادة "حزب الله" وقيادات سياسية وحزبية وشعبية وتتولى الفرقة الموسيقية في الجيش اللبناني عزف لحن الموت وتنقل الجثامين الى بيروت وسط استقبالات شعبية حاشدة على امتداد سيرها في القرى والبلدات وتسجى في مبنى مجمع شاهد التربوي على طريق المطار ليتم فرزها من الجهات المختصة، وتقام مراسم الصلاة على رفات شهداء "حزب الله" في مجمع سيد الشهداء في حارة حريك في العاشرة صباح السبت المقبل ثم يتم تشييعهم الى مثواهم الأخير. وكانت طائرة عسكرية اسرائيلية حطت في الواحدة بتوقيت غرينتش في مطار كولونيا العسكري غرب ألمانيا وسط تعتيم اعلامي كامل من جانب السلطات الألمانية وعلى متنها فريق يضم عسكريين ورجال امن والحاخام فايس ومجموعة طبية متخصصة لفحص الحمض النووي لرفات الجنود الإسرائيليين الثلاثة. وإثر هبوط الطائرة وسط اجراءات امنية مشددة ذكر مصدر حكومي في برلين ان الخطوات التنفيذية لعملية تبادل الأسرى بدأت فعلياً، وأن طائرتين ستغادران غداً اليوم بيروت وتل ابيب لتحطا في الجزء العسكري من مطار كولونيا - بون، تحمل الأولى وهي طائرة عسكرية ألمانية الأسير الإسرائيلي الحنان تننباوم ورفات الجنود الثلاثة فيما علم من مصادر امنية ألمانية ان الطائرة الثانية وهي اسرائيلية ستحمل الأسرى اللبنانيين وفي مقدمهم مصطفى الديراني والشيخ عبدالكريم عبيد، اضافة الى الألماني ستيفان سميريك. وبعد ان يقر الحاخام العسكري الأكبر بتشخيص الإسرائيليين تُعطى الشارة لإطلاق سراح 400 أسير فلسطيني الى منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة في الآن ذاته. وينقل الأسرى اللبنانيون والعرب من الطائرة التي اقلتهم من تل ابيب الى طائرة تقلع بهم الى لبنان. ويتوقع ان تصل الطائرة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي التي تحمل جثامين الجنود الثلاثة الى مطار عسكري في وسط اسرائيل حيث ستجرى مراسم استقبال عسكرية في حضور اركان الدولة، فيما ينقل العقيد الإسرائيلي بعيداً من الأضواء الى مطار تل ابيب حيث يفترض ان يلتقي افراد اسرته وأقاربه قبل استدعائه للتحقيق الاستخباري وسط انباء عن احتمال اصدار جهاز الأمن العام امراً إدارياً باعتقاله للتحقيق معه في ملابسات وقوعه في الأسر. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان من بين 36 أسيراً لبنانياً وعربياً سيطلقون هناك الأسير المغربي علي سانوسي الذي اعتقل لسنوات عدة في اسرائيل لدخوله خلسة وأطلق وتزوج واعتقل مجدداً في العام 2001 بتهم عنف محلي، الذي رفض ارساله الى لبنان من ضمن عملية التبادل، كما ان هناك محرراً ثانياً بحسب الصحيفة رفض إرساله الى لبنان ايضاً ولم يكشف عن اسمه، في حين ان الأسرى السودانيين الذين سجنوا بتهمة الدخول خلسة طلبوا اللجوء السياسي في السويد وسينقلون من ألمانيا الى هناك. وتأكد ل"الحياة" ان الليبي اسامة علي منيف جولات الذي سينقل الى لبنان طلب البقاء فيه. وكانت طائرات اسرائيلية خرقت جدار الصوت فوق جنوبلبنان عشية العملية ولم ترد معلومات عن إطلاق "حزب الله" مضادات ارضية. والتقى نصر الله الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة الذي أكد ثقته الكاملة بنصر الله و"حزب الله" لاستكمال عملية التفاوض في المرحلة الثانية والإفراج عن الأسير سمير القنطار. وكان حدادة زار منزل الشهيدة انعام سليم حمزة، وجرى التشاور في ترتيبات استقبال جثمانها مع جثامين المقاومين العائدة. ورأى مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش في بيان له ان عملية التبادل ستكون لها تأثيراتها على الصعيدين العربي والدولي وفي مراحل لاحقة لجهة مواصلة النضال من اجل الإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية في مراحل لاحقة.